حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

قرأنا في الصحف ان رئيس الجمهورية عقد الأسبوع الماضي اجتماعاً تداول فيه مع الوزراء المختصّين موضوع حقّ المغتربين في الإنتخابات واستعادة الجنسية، وبحث معهم في آلية تنفيذ هذين المشروعين؛ وتوقفنا عند نقطتين ايجابيتين، الأولى، استخدام عبارة حقّ المغتربين، والثانية البحث في آلية التنفيذ.

 

في النقطة الأولى نرى ان هذا الموضوع الوطني بامتياز هو أكثر من حقّ، انه واجب، نظراً لأفضال المغتربين الكثيرة على وطنهم الأم؛ فهُم الرئة الإقتصادية التي يتنفس منها لبنان في أزماته المعيشية، وهُم المظلة السياسية التي تحميه في أزماته الشائكة وترُدّ عنه المؤامرات الخارجية نسبةً لمكانتهم المرموقة في العالم وحضورهم الفاعل في دول القرار، وهُم الخزان البشري حيث تجاوز عددهم أربعة أضعاف عدد المقيمين، والكثير منهم يتوق للعودة إلى ربوع الوطن للعيش والعمل فيه متى استقرّت أوضاعه. وهُم القوّة المعنوية التي يعتزّ بها لبنان بعد ان رفعوا راية العِلم والمعرفة والعمران في كل بقعةٍ حَلّوا فيها، وساهموا في إغناء تراث الدول التي استضافتهم، وشاركوا في تقدّم الحضارة العالمية وازدهارها في شتّى الميادين. ولا نغالي إذا قلنا ان لبنان المقيم، الموغل اليوم في البؤس والضياع واليأس والتلاشي، مُدين إلى حدٍ بعيد للبنان المغترب في صموده وبقائه على قيد الحياة.

 

وعليه نرى ان إهمال حقوق المغتربين من قِبَل أهل السياسة هو برهان إضافي على فشلهم وقصر نظرهم وتلهّيهم في الحرتقات السياسية الصغيرة على حساب الشؤون الوطنية الكبرى، وهذا الإهمال، أكان عن قصد أو تقصير لا بُدّ من وضعه في إطار الخيانة الوطنية في حقّ القضية اللبنانية المقدّسة، خصوصاً عندما قدّموا "حقوق" اللاجئين الفلسطينيين على حقوق المغتربين اللبنانيين.

 

وفي النقطة الثانية، نتمنى على رئيس الجمهورية تكثيف جهوده من أجل التعجيل في إقرار هذين المشروعين، وإصدار المراسيم اللازمة في شأنهما ليصبحا نافذين قبل انتهاء ولايته على أبعد تقدير، فيكون بذلك قد أقرّ بجزءٍ مِمّا وعد به في خطاب القسم، وأسدى لبنان خدمةً لا تقدّر بثمن... وإلا ضاعت الفرصة من يده لا سمح الله، وانتهى عهده كغيره بلا إنجازات تذكر سوى إدارة الأزمة بدلاً من حلّها.

 

 كما ونتمنى على فخامته تعديل مشروع حق الإنتخاب هذا ليصبح حق الإنتخاب تصويتاً وترشيحاً، فيفسح في المجال أمام عالم الإغتراب للمشاركة الكاملة في الحياة السياسية اللبنانية، وإيصال الأسماء اللامعة منه إلى الندوة النيابية علها تساهم في رفع مستواها المتدنّي جداً، وتحِدّ من الإنحطاط السياسي القائم.

 

لبَّـيك لبـنان

 أبو أرز

في ٩ أيلول ٢٠١٠.