بشار الاسد،
الديكتاتور
الصغير!
جورج
الياس
عندما
ورث بشار الاسد
الحكم عن ابيه،
او بالاحرى
عن اخيه
"باسل" الذي
قتل في ظروف
غامضة! لم يكن
هذا "الشاب
الطموح"
الآتي من
مدينة الضباب
ومعاهدها الى
ريف دمشق
ومنتزهاته،
لم يكن على
علم ودراية
بما ينتظره من
ورثة مثقلة،
ووديعة سوداء
ومستقبل
متصدع.
حافظ الاسد
صاحب التاريخ
الطويل
المليء
بالمجازر
والدماء
والقتل والاعدامات،
رحل مخلفا
وراءه عبئا
ثقيلا على
الشعب والدولة
وعلى الضمير
العالمي والانسانية
جمعاء.
وهذا
الشبل اليافع
ومنذ اليوم الاول
لتوليه
مقاليد الحكم
بعد انتخابات
"ديمقراطية"
نال خلالها 99.99 %
من الاصوات!
طرح افكارا
ومبادئ (نيرة - متطورة)
وخطط عصرية واسس
حضارية
لسياسة العهد
الجديد... لكنه
سرعان ما تراجع
وسلك خطا آخر
هو خط ابيه،
وبمساعدة
ووصاية من
مستشاريه
الكبار المخضرمين
ومن البعثيين
الحكماء! ومن
كل داهية في
فن السياسية...
فعمد الى
استمرارية
النهج
المرسوم في
الوصية، وهو
على يقين بان
سوريا لا تحكم
الا
بالقوة ! بالنار
والحديد! واتباعا
للمثل القائل:
" ان لم
تكن ذئبا اكلتك
الذئاب" عمل
بشار على ان
يبدأ اسدا
ديكتاتوريا
قبل ان
تنهشه ذئاب
الديمقراطية!
هذا البشار
الذي بشر ابناء
شعبه ومحيطه
انه آت لزرع
الحضارة
والازدهار،
ونشر المحبة
والسلام في
ربوع هذا
الشرق، ما لبس
ان تلاشت
وعوده وبدأ
خطواته الاولى
بالقمع
والاعتقال
ومساندة الارهاب
والتطرف،
واتخاذ مواقف
معادية للغرب
وبناء تحالفات
مع دول نووية
مسجلة على اللائحة
السوداء
العالمية،
مثل كوريا
الشمالية وايران...اضافة الى
دعمه
المتواصل
للحركات
والتنظيمات والاحزاب الاصولية
ابتداء من
العراق الى
لبنان
وفلسطين.
لم
يتمتع طبيب
العيون هذا
بنظرة ثاقبة
ورؤية نافذة! وللاسف
لقد نظر الى
تسارع الاحداث
خصوصا بعد 11 ايلول 2001
بقصر نظر
وشحوب في
البصر
والبصيرة!
علما ان
القاصي
والداني ايقن
ان
العالم بعد
ذلك التاريخ
بدأ يتغير
وبسرعة هائلة!
اما
ممارساته في
لبنان واتباعه
سياسة حمقاء
مبنية على
الاغتيالات
والتهديدات
والمراوغة في
خطاباته
ومقابلاته
الصحفية
والمناورة في
لقاءاته
واجتماعاته،
كل هذا لم
ينقذه من الاعظم
الآتي الا
وهو "المحكمة
الدولية"
التي ستشكل
قريبا للبت في
قضية اغتيال
رئيس الوزراء
اللبناني الاسبق
الشهيد رفيق
الحريري
وآخرين غيره
من السياسيين والاعلاميين
والمدنيين ايضا.
فالايام
المقبلة
ستكون بلا شك
حافلة
بالتطورات
والتغييرات
والمفاجآت،
ليس في سوريا
فحسب بل في
لبنان والمنطقة
ايضا!
يبقى
هناك مناورة اخيرة
سيلعبها بشار
الأسد وهي
احتمال اقدامه
على شن حرب
مباغتة ضد اسرائيل
تحت ذريعة
تحرير
الجولان، اما
الهدف
الحقيقي من
هكذا مغامرة
هو تأخير تأليف
المحكمة
الدولية وصرف
النظر عن هذا
الملف ولو
مؤقتا!
واذا
تجرأ اسد
الجولان على
القيام
بافتعال حرب
في المنطقة ستكون
نهايته اسرع!
حسب كل
التوقعات،
ويكون قد سلك
الطريق الاقصر
الى الهاوية
السحيقة!.
*جورج الياس/كاتب
ومحلل سياسي
10 تشرين
الأول 2006