عيد
سيدة عين إبل
وسر الإيمان
حنا فرح
بالرغم
من الحرب التي
شردتهم،
وبالرغم من
القذائف التي
لم توفر منزلا،
وبالرغم من
الشح في كل
شيء، تشبّث
بعض أهالي عين
إبل العزيزة
بالأرض،
وصمدوا مع
التلال
والصخور التي
غير لونها غبار
القذائف
والصواريخ.
صمد نفر قليل
من شباب البلدة
وشيوخها مع
بعض النساء
والأطفال
الذين لم يقبلوا
بالابتعاد عن
التراب الذي
أحبوا،
فالتجأ بعضهم
إلى الدير؛
دير سيدة
البشارة حيث
صلّوا ليبتعد
الغضب عن
بلدتهم،
والحقد عن
الروابي التي
لم تعتاد إلا
على الخير
والبركة،
وعلى سواعد
الفلاحين
ومعاولهم
ونغمات القطعان
ورعاتهم.
بقي إيمان
أبناء عين إبل
كبيرا بأنهم
سوف يعيّدون
عيد السيدة
كما في كل عام،
وهو احتفال لم
ينقطع طيلة
أربع مائة سنة
متواصلة فكيف
ستسمح العذراء
أن ينقطع
اليوم. وإذا
بوقف النار
يتقرر في
الثالث عشر من
آب أي يوما
واحدا قبل
ليلة العيد.
فنهض القلة
الباقية في
البلدة
ليشكروا
العذراء
وزينوا
ساحتها
بالقليل المتبقي.
وقدم من التجأ
إلى الدير مع
بعض أهالي
القرى
المجاورة من رميش ودبل ويارون
ليشاركوا
بالعيد ولو
تحت غبار
الحرب ويشكروا
العذراء على
هذه اللفتة
المباركة.
ولم
يشأ وكيل
الكنيسة
السيد حنا فرح
الذي لم يغادر
إلا إلى دير
سيدة البشارة
القريب، لم
يشأ أن تمر
المناسبة
بدون قصيدة
ارتجالية تعبر
عن الوضع وتصف
الحالة
والأماني
التي تعمر بها
القلوب والتي
يملؤها
الإيمان بأن
البلدة
والجيرة سوف
تنزع عنها
الحزن الذي
يغلفها لتعود
البهجة
والفرح بلقاء
الأحبة والأمل
بالمستقبل
الزاهر.
وإليكم
القصيدة:
من سيّدة
البشارة جينا
يا عدرا
غارة
لاقينا
بقلب مفتوح وبإنجيل
النصارى
لاقينا
بقلب مفتوح
والبيارق
عم بتلوح
باسم
الأب وابن
وروح في
البداية الاشارة
جينا يا
سيدة تنعيد
البهجي
لليالي العيد
لا لبسنالك
توب جديد وَلا
زيّنا الحارة
بونا
عادل جا
مَعنا كبير
وطيَّب
مسمعنا
بالمحبة
جامِعنا وكفكف
دمعات الجارة
رجعي عدرا
لعنا شو
عملنا بعدتي
عنا
ذنوب
عملنا إن كنا انتِ
وحدك غفّارة
يا عدرا
يا حنوني يا
ريّسة المسكوني
هالإيام المجنوني بتزيحيها
بإشارة
إيام
مجنوني
وأحوال
شرّدت
كل العيال
نسوي
ورجال
وأطفال
من هالحالي
سكارى
سكرانين
بلا خمرة ومحروقين
بلا جمرة
عينبلنا يا عدرا يهون عليكي
دمارا؟
استبدلوا
صواريخ
العيد بصواريخ
تهدم وتبيد
جراس البتغرد
تغريد
دمعا
غسّل الحجارة
عيد
السيدة- عين
إبل – 15 أب 2006