البطريرك
الماروني في
رسالة الفصح
المجيد : ادعو
اللبنانيين الى
الالتفاف حول
وطنهم ورئيسه والمسؤولين
فيتناسوا ما
بينهم من حزازات
واحقاد
ويعاملوا
بعضهم
بالحسنى
ما
يدور حولنا لا
يدعو الى الرضى في
ظل شكاوى من
الوضع الامني
وطنية
- 2/4/2010 وجه
البطريرك
الماروني
الكاردينال
مار نصرالله
بطرس صفير
رسالة الفصح الى
المسيحيين
بعامة
والمسيحيين
بخاصة مقيمين ومنتشرين،
بعنوان "انه
قام كما قال"،
قال فيها:
"قيامة السيد
المسيح من بين
الاموات
هي البرهان
الصادق على الوهته،
وعلى قيامتنا
معه، وهو من
قال: "انقضوا
هذا الهيكل، وانا اقيمه
في ثلاثة ايام"
(يو 19:2) وقد
عنى هيكل
جسده.
يطوي
الموت الناس،
ولا قيامة لهم
بعده، هذا اذا
كانوا غير
مؤمنين
بالسيد
المسيح
وقيامته. والقيامة
بعد الموت
اختراق
للقاعدة
العامة، التي
تقول مع بولس
الرسول: "حتم
على الناس ان
يموتوا مرة
واحدة، وبعد
ذلك الدينونة"
(عبر 9:27) ولم تكن
قيامة السيد
له وحده،
لكنها عربون
لقيامتنا من
بين الاموات،
على ما يقول
بولس الرسول "فاذا متنا
معه، فسنقوم
معه" (2 تيم 11). واذا
كان السيد
المسيح قد
مات، وقام،
فلكي يقيمنا معه
من رقدة
الموت.
وما
من شك في ان
فكرة الموت
تقض مضجع جميع
الناس. فهم
يخشون الموت، لانه يضع
حدا للحياة
الدنيوية.
ولكن الموت في
نظر المؤمنين،
هو طريق
الحياة
الباقية.
لذلك
على المؤمنين ان يعيشوا
عيشة
يستأهلون
معها مرضاة
الله، حتى اذا
مثلوا بين
يديه، نالوا
حظ المتقين،
وهو رؤية وجهه
تعالى مدى الابدية.
اما اذا
كان رجاؤنا في
المسيح في هذه
الحياة فقط،
فنحن اشقى
الناس، (كورنتس
الاولى 19:15).
وننال
رضى الله اذا سرنا
على الطريق
الذي دلنا
عليه، وهو
طريق الصدق
والاستقامة،
وفعل الخير.
والمثل
السائر يقول:
"ما من احد
تعقل وندم". اما الذين
يعيشون على
هواهم، وكأن
لا قاعدة رسمها
لنا الله، ولا
وصايا، ولا
ضوابط، ولا
قوانين، فهم،
وان توهموا انهم
سعداء، فهم في
الواقع اشقى
الناس.
ايها الاخوة والابناء الاعزاء،
من شأن الاعياد،
وبخاصة عيد
الفصح، ان
يدخل الفرحة الى
القلوب التي يشخى اصحابها
الله،
ويتقيدون باوامره،
ونواهيه،
ويبحثون عن
مرضاته
ليعملوا بما يستوجبها
لهم. لان عيد
الفصح هو
العيد الذي
افتدانا به
السيد المسيح
بموته من
اجلنا على
الصليب. ان
باسكال يقول: "اذا كان
الله تجرع من
اجلنا مرارة
الموت على
الصليب، فلا
يليق بنا نحن،
في ذلك الوقت،
ان نضحك".
غير ان ما
يدور حولنا من
شؤون لا يدعو الى الرضى
والطمأنينة.
ان المواطنين،
في معظمهم،
يشكون من
الوضع الامني.
وهناك عصابات لا
تتورع عن
السرقة
بالخلع
واقتحام
البيوت، وشهر
السلاح،
والقتل،
وتهريب
المواد الممنوعة،
طمعا بمال او
بمقتنى.
وهناك
بعض اعتداءات
على الاناس
القابعين في
بيوتهم،
وخروج على الانظمة
والقوانين، واخلال بالامن
على وجه الاجمال،
وان تحسن
الوضع في
المدة الاخيرة.
وهذا
يعود الى
انقسام في
الرأي على
صعيد الدولة. فاصبحت اعلى
المقامات
عرضة
للانتقاد
والتهميش،
ولم يعد لاي
مقام عصمة
وحرمة، وهذا
ما لم يتعوده
لبنان في ما
سلف من الايام.
لذلك
انا ندعو اخواننا وابناءنا
اللبنانيين ان يلتفوا
حول وطنهم
ورئيسه والمسؤولين
عن مقدراته، ويعملوا
على اعلاء
شأنه
والمحافظة
على كيانه
وحرماته،
ويتناسوا ما
بينهم من حزازات
واحقاد،
ويعاملوا
بعضهم بعضا
بالحسنى
والاحترام المتبادل.
وانا نسأل السيد
المسيح، في
مناسبة ذكرى
قيامته المجيدة
من بين الاموات،
ان يحفظ
لبنان وابناءه،
وان يعيد
عليكم جميعا اعيادا
عديدة ملؤها
الخير
والبركة،
ويحفظكم
معافين
سالمين، بمنه
وكرمه".