شعب
يهاجر بكامله
اللبنانيون
يهربون من "الانتصار"
بقلم/بطرس
الريشاني
تروج عبر
شبكة
الانترنت
صورة للعلم
اللبناني
استبدل
مصممها
الارزة
اللبنانية
بحقيبة سفر
خضراء، في
اشارة الى
اعداد
اللبنانيين
المرتفعة
امام سفارات
الدول
وقنصلياها
طلبا لسمة
الهجرة او
المغادرة.
ويروّج ان
"التيار
الوطني الحر"
اطلق هذا الشعار
تفاعلا منه مع
شعار
"الانتصار"
الكبير الذي
حققه حليفه
"حزب الله"
على اسرائيل
في حرب تموز.
طبعا النكتة
سمجة والمعنى
واضح، ذلك ان
"التيار"
يريد حض
اللبنانيين
على البقاء لا
ترك بلدهم،
لكن الامر
سيان بالنسبة
الى الاكثرية
الساحقة من
اللبنانيين
وهم يريدون
فعلا مغادرة
بلدهم
والرحيل
بعيدا عن
مسلسل الحروب
والهزائم
والانتصارات
الطويل الذي
يتكرر كل مدة
من الزمن
حاصدا معه
الارواح
والممتلكات
والاحلام.
اكثر
مشاهد الهجرة
الفاضحة قرب
سفارة كندا
الواقعة عند
المدخل
الشمالي لبيروت
في منطقة جل
الديب، حيث
يحتشد كل صباح
العشرات، لا
بل المئات من
طالبي سمات
السفر
والهجرة الى
بلاد الصقيع
على مرآى من
السيارات
العابرة التي
يتمنى ركابها
الفوز برقم
بيتيح لهم الدخول
الى السفارة
وتعبئة طلب
هجرة الى خارج
ارض الحروب.
واستنادا الى
مصادر موثوقة
في سفارة كندا
فقد بلغ عدد
الكنديين من
اصل لبناني
الذين تركوا
لبنان خلال
الازمة
الاخيرة حوالى
20 الفا اكثر من
النصف من
الطائفة
الشيعية
عينها التي
كانت الهدف
الرئيسي
للاعتداءات
الاسرائيلية.
وفعلا فإن
طابور
المنتظرين
امام سفارة
كندا يشي
بهوية
المهاجرين
فهو يضم يوميا
نسوة يرتدين
اللباس
الشرعي او المنديل
الاسلامي
التقليدي
المحافظ يقفون
الى جانب الحاسرة
الرأس
والعارية
الكتفين التي
تمزج لغتها
العربية مع
القليل من
الفرنسية
والانكليزية.
لم تعلن
كندا عن فتح
باب الهجرة
اليها لكن الاشاعة
انتشرت ان
هناك امكانا
لتأمين لجوء
انساني، او ما
شابه من ترتيب
اوضاع قانونية
للراغبين في
الهجرة شرط
تأمين شروط
معينة. فكان
ان تقاطر
المئات وهم يلوحون ببطاقة
دعوة من اهل
او اقارب
سبقوهم الى
كندا. اما سفارة
الولايات
المتحدة
الاميركية
فكانت اكثر
دقة اذ كررت
الاعلان عن
استمرارها في
قبول طلبات
السفر ضمن
الشروط
المعروفة، في
حين كانت تروج
عبر وسائل
الاعلام
والانترنت
اخبار القرعة
او السحب
السنوي الذي
تقوم به الادارة
الاميركية
لمنح "الغرين
كارد" ل 50 الف
مواطن اجنبي
للاقامة في
ارض الفرص
والاستثمارات
والعلم
والثقافة،
تماما كما
يقول الاعلان
الذي يقدم
صورا لأناس
يضحكون دائما
في ظل العلم الاميركي.
لم تفتح
اي من دول
اوروبا او
اميركا
الشمالية باب
الهجرة،
ودآبت سفارات
الاتحاد
الاوروبي مثل
فرنسا
والمانيا
التي تضم جاليات
لبنانية
كبيرة على نشر
اعلانات عبر
وسائل
الاعلام تؤكد
ان باب الهجرة
ليس مفتوحا،
وان عملها
يقتصر على منح
تأشيرات
السفر السياحية
او تأشيرات
العمل وفق
شروط صارمة
ورغم ذلك
استمر حشد
طالبي الهجرة
كل صباح امام
القنصليات
الاوروبية.
يشاع في
بيروت ان
دوائر الامن
العام
اللبناني
منحت او جددت 250
الف جواز سفر
لبناني خلال
الاحداث
الاخيرة وان
اكثر من نصف هذه
الجوازات
كانت
لمواطنين
شيعة من
الجنوب. وعلى
خلاف
الاعتقاد
الشائع ان
المسيحيين اللبنانيين
هم الاكثر
اقبالا على
الهجرة، فإن
الحرب
الاخيرة
اظهرت اقبالا
كبيرا على الهجرة
بين الشيعة
الذين يفضلون
السفر الى دول
معينة مثل
المانيا
وشمال شرق
الولايات
المتحدة
الاميركية
وجنوب كندا،
حيث ينقل
المهاجرون
الى تلك
الانحاء
اخبار رغد
العيش وتحصيل
المال
وامكانات
العمل الواسعة
في موازاة
العسر وضيق
الافاق وفرص
العمل في السوق
اللبنانية. وكما
كان حال
المسيحيين مع
الهجرة
قديما، عندما
كان العائدون
لزيارة اهلهم
ينقلون معهم المال
ومظاهر
الثروة
والبحبوحة
فإن العائدين
الشيعة لقضاء
الاجازات
والعطل
السنوية ينقلون
معهم
الدولارات
الاميركية
والماركات الالمانية
لبناء
"الفيلات"
الجميلة في
الجنوب وشراء
السيارات
الحديثة. لذلك
كانت الحرب
الاخيرة دافعا
لأعداد كبيرة
من العائلات
والشبان الى الهجرة
بعيدا عن
اوهام
الانتصارات.
29 آب 2006