حكاية الأبيض والأسود
بقلم/بيار عطاالله
عندما ذهب
المحامي كريم
بقرادوني إلى
الرئيس
الفلسطيني
الراحل ياسر
عرفات في تونس
طالباً
وساطته لوقف
القتال
الدموي بين أبناء
الصف الواحد
في المناطق
المسيحية،
قال أبو عمار
للرئيس
الحالي
للكتائب:
"ابلغ
الدكتور سمير
جعجع أن
السوريين
سيأكلون
الثور الأسود أولاً،
وهو العماد
ميشال عون، ثم
سيأكلون
الثور الأبيض
لاحقاً وهو
قائد القوات
اللبنانية
لذلك أنصحكم
بحل الأمور
بالحسنى وعدم
السماح
للنظام
السوري
القضاء عليكما
معاً.
طبعاً لم
تنفع شهادة أبو
عمار في وقف
القتال بين الأخوة،
ولم يمتثلا
لصوت العقل
وكانت
الكارثة
عندما اجتاح الجيش
السوري
المناطق
المسيحية
المؤيدة للعماد
ميشال عون في 13
تشرين الأول
1990، ونفي
العماد ميشال
عون إلى
فرنسا، وعلى الأرجح
أنه لو بقي في
قصر الرئاسة
لكان مصيره
الموت شهيداً.
وبعد هذا
الاجتياح
توهم الدكتور
سمير جعجع أن الأمور
دانت له في
الهيمنة على
المسيحيين والإمساك
بهم، ولكن لم
يكد يمر قليل
من الوقت حتى
كان "الحكيم"
معتقلاً في
سجن وزارة
الدفاع مكبل
اليدين
والرجلين ومعصوب
الأعين مرمياً
على ارض
الزنزانة،
على ما روى
الضابط
السابق في
"القوات
اللبنانية" حبيب
نمور الذي
اقتيد لرؤية
قائده كي يعلم
ما آل إليه
مصير القوات .
مرت الأيام
على نفي
العماد ميشال
عون وسجن سمير
جعجع، فأقام
النظام
السوري سلطة
تابعة له في
لبنان، دمرت الدولة
والمؤسسات
وحولت لبنان
"مستعمرة سورية"
كما ردد دائماً
عميد الكتلة
الوطنية
ريمون اده.
وجرى تهجير
مئات الآلاف
من
اللبنانيين
وتجنيس مئات الآلاف
من الأغراب
لضرب التوازن
الوطني مرة
واحدة
ونهائية، واستمر
الاحتلال
السوري 15 عاما
دخل خلالها الآلاف
من الشبان
المسيحيين من
التيار
الوطني الحر والقوات
اللبنانية إلى
المعتقلات من
اجل استعادة
السيادة والحرية
والاستقلال
والكرامة
الوطنية.
وكان شباب
التيار
والقوات
يفترشون الأرض
معاً في
الزنزانات
ويتقاسمون
كسرات الخبز
وحبات الزيتون
ويتظاهرون
معاً في
المغتربات
وتحت الأمطار
والشمس طلباً
للاستقلال
والحرية إلى أن
تحقق
الاستقلال .
لو كان أبو
عمار حيا
لخاطب العماد
ميشال عون
قائلا:
احذر،
النظام
السوري سيأكل
الثور الأسود
وهو تحالف قوى
14 آذار، ثم
سيأكل الثور الأبيض
وهو التيار
الوطني الحر.
28 حزيران 2006