العظة
التي ألقاها المطران
يوســف الخـــوري
راعي
ابرشية مار
مارون في كندا
بتاريخ 20 شباط
في القداس
الذي أقامه في
مونتريال
لراحة نفس
الرئيس رفيق
الحريري
بحضور رؤساء
الطوائف
المسيحية
والإسلامية
والدرزية
ووجهاء أبنا
الجالية.
مونتريال
في 20/2/2005
سعادة
القنصل العام
في مونتريال الأستاذ
خليل الهبر
أصحاب
السماحة والسعادة
آبائي
الأجلاء
أخواتي
وإخوتي أبناء الأبرشية
الأعزاء
يشاركنا
اليوم أيها
الأحباء في
الصلاة أعزاء
علينا وأخوة
لنا في المواطنية
رؤساء
الطوائف
الإسلامية والدرزية
لإقامة الدعاء
لراحة نفس المغفور له شهيد
لبنان الرئيس
الشيخ رفيق
الحريري ومن
رافقه في
الشهادة.
إن
اغتياله قد
هزّ العالم
وبخاصة
مجتمعنا اللبناني
والعربي
وأصبح مثواه
محجا يلتقي
فيه المسلم قارئا
الآيات والمسيحي
مرتلا ترانيم الرحمة
والغفران. وما
قَرعُ أجراس
الكنائس متناغمة
مع
تلاوة القرآن
الكريم والفاتحة
مع رسم إشارة
الصليب على
الصدور بعفوية
وبدون تصنّع إلا
علامة براقة
من علامات زمن
جديد يبزغ فَجرَه
مع شموع أضاءها
أطفال لبنان
البريئة على
ضريح الشهادة.
لقد أثلج روح
الشهيد
الرئيس رفيق
الحريري في
عليائه مسيرة
الشعب المتخشع
الذي استعاد
ما خمّر
التاريخ في
أعماقه من
حضارة عمرها
عمر الإنسان
في لبنان. وكان
الرئيس
المغفور له قد
ضحى بحياته من
أجل صحوتها
على ارض الوطن
وإنعاشها في
النفوس
والمؤسّسات
الرسمية
ولاجتماعية.
باتحادنا
وتعاضدنا
نتلو نحن أيضا
الصلاة طالبين
من الله عز وجل
الغفران له والراحة
الأبدية في
دار الخلد
المعدة منذ
إنشاء العالم
لمن مِثله أوى
اليتيم وعضد
الأرامل وثقف
الشبيبة وأنشأ
دور العجزة والمعاقين
وحضن
المشردين
وساهم في بناء
الذهنية
اللبنانية
الجديدة
"كلنا أخوة" و"الأمن
والسلام فوق
كل اعتبار"
كما كان يحلو
له أن يردد
على مسامع
زائريه،
وكلنا مواطنو
بلد توقَّفَ
الزمن عنده
ليجعل منه
موطن الأديان
ومرتع
الإنسان الحر الشريف
الكريم.
لقد
كان المغفور
له الرجل الذي
لخمس عشرة سنة
خلت روى بيروت،
قلب لبنان،
التي أحب، من
خلاصة حياته
وعَرَق
جبينه، وبعد
أن "قامت من
تحت الردم"
وراح الوطن
يستعيد
عافيته، هاهو
يروي بدمه عطش
اللبنانيين
إلى الوحدة والأخوّة
والحرية والسيادة
والعيش
المشترك.
إن
ما نخشاه،
مسلمين ومسيحيين،
في هذا الظرف
الدقيق الذي
يعيشه شعبنا
اللبناني اليوم،
مع ما سبقه
وما يبتعه على
الساحة الوطنية
من أقوال تطغى
عليها الغرضيّة
والتخوين،
وهذا ما كرهه
الشهيد
الغالي، رحمه
الله، وتنكّر
له، وقد لفت
صاحب الغبطة
البطريرك
الماروني إلى
ضرورة الترفع
عنه صونا
لكرامة الوطن
بين الأمم
واحتراما
للشعب
والأديان، ما نخشاه
هو أن تكون
مخافة الله
التي قال فيها
الكتاب
المقدس إنها
"رأس الحكمة" (أمثال 7:1) قد فُقـدت
في لبنان
الأرض
المقدسة التي
زارها الرب
يسوع واجترح
فيها العجائب
والتي فيها عَـبَد
الأنبياء
والأولياء والقديسون
الإله الواحد
على مرّ
العصور. تلك
الأرض التي
زارها قداسة
البابا يوحنا
بولس الثاني أيام
ولاية حكومة
المغفور له
عام 1997 وقال
فيها إنها
حاضنة رسالة
العيش
المشترك الكريم.
كلنا يذكر ما
قامت به
حكومته يومها
ما عدا ما سخّر
به شركاته وإمكانياته
كي لا يشوب
زيارة الحبر
الأعظم
للبنان
شائبة؛ كلنا
يذكر أيضا
البهجة العارمة
على وجه
الشهيد
الغالي عندما
حظي باللقاء
الخاص، هو
وعائلته
الكريمة مع
قداسته في
لبنان كما في
الفاتيكان.
أخوتي
وأحبائي أدعوكم
لما دعانا
إليه قداسة
البابا يوحنا
بولس الثاني
في التعزية
التي أرسلها
لصاحب الغبطة
الكاردينال
البطريرك مار
نصرالله بطرس
صفير الكلي
الطوبى ومن
خلاله للشعب
اللبناني، وعائلة
الشهيد رفيق
الحريري
الكبرى إذ
قال:
" يأسف
الأب القدس
مار يوحنا
بولس الثاني
جدا للعمل
الإجرامي
الذي أهان
الله والبشر المخلوقين
على صورته
ومثاله. إنه يتضرّع
بحرارة من أجل
أرض لبنان الحبيبة
ويستمطر مرة
أخرى الرّحمة
الإلهية على
الشرق الأوسط
التوّاق إلى
سلام عادل
ودائم. يدعو
قداسة البابا
كافة كاثوليك
لبنان
للالتزام
المستمرّ
بترسيخ السلام
وبالتعاون مع
أصحاب
الإرادة
الصالحة لكي يبنوا
بالحوار
والتضامن
مستقبل لبنان
كما مستقبل كافة
شعوب
المنطقة."
والى هذا قد
عاد غبطة
البطريرك
وشدد قائلا في
عظة اليوم "
بان قضايا
الوطن لا
تعالج بالانفعالات
بل بالتروي والتخطيط
والحوار.
والثقة إن ما
من احد، وجميع
اللبنانيين
في الطليعة,
لا يريد
الاستقلال,
والسيادة
والقرار الحر
لوطنه...وإنا
نصلي لكي
يتغلب تحكيم
العقل على النزق
والانفعال,
وان يترك
للشعب
اللبناني مجال
اختيار
المسؤولين عن
مصيره ، عن
بصيرة واعية،
وحرية تامة" و
هذا ما كان
يعمل من اجله
الرئيس
الراحل.
وإذ
نتقدم بأحر
التعازي إلى الشعب
اللبناني عامة
ومن
المسؤولين
فيه من روحيين
ومدنيين، ونخص
بالذكر دار
الفتوة
الكريم
الممثل معنا
بسماحة الشيخ
سعيد فواز،
والمجلس
الشيعي
الأعلى،
الممثل بسماحة
السيد نبيل
عباس، والمشيحة
الدرزية الممثلة
بسماحة الشيخ
حسن عز الدين. نسأ ل الله أن
يرحم نفس
الشهيد
الغالي الرئيس
رفيق الحريري
ويمنّ عليه بمشاهدة
وجهه تعالى وينعم
على عائلته
وأقاربه
بالصبر
والسلوان.
المطران
يوســف الخـــوري
راعي ابرشية
مار مارون –
كندا.