أبو أرز/حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

العالم كله تخلّى عن الشعب السوري في محنته هذه كما تخلّى عن الشعب اللبناني من قبله

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي: كلّما تابعنا أخبار الثورة السورية ونجاحاتها الباهرة ازداد إعجابنا بها يوماً عن يوم وبثوّارها الذين أدهشوا العالم ببطولاتٍ هي أشبه بالأساطير. العالم كله تخلّى عن الشعب السوري في محنته هذه كما تخلّى عن الشعب اللبناني من قبله، وانقسم بين فريق متآمر متواطىء اختار أن يشارك عملياً في قتل السوريين، وفريقٍ متخاذل منافق اختار أن يتفرّج على مذابح قلّ نظيرها في تاريخ الإنسانية من دون أن يحرّك ساكناً أو يقوم بعمل يُذكر للتخفيف من معاناة السوريين القاسية سوى الإكثار من بيانات الإدانة والإستنكار والتهديدات الصوتية والوعود الكاذبة والإجتماعات العقيمة، غير إن كِلا الفريقين اجتمعا على دعم خطة كوفي أنان الفاشلة أصلاً إمعاناً في التعمية والنفاق والتهرّب من المسؤولية.

ولكن ورغم كل ذلك استطاع هذا الشعب لوحده أن يقلب المعادلة لصالحه ويحقق إنجازاتٍ فاقت التصوّر، وبإمكانيّاته المحدودة مقرونةٍ بهمّةٍ عالية إستطاع أن يقف في وجه أحد أعتى الأنظمة في التاريخ، وأن يتصدّى لآلةٍ عسكرية ـ أمنية لا تعرف الرحمة، وأن ينتقل من موقع الصّمود والدفاع إلى موقع المبادرة والهجوم، وأن يخترق أجهزة النظام الأمنية ويقطع رؤوسها في عقر دارها، وهي الأنظمة التي طالما تباهت بتفوّقها واحترافها... وها هو اليوم وبعد سبعة عشر شهراً من النضال المدهش راح يدقّ أبواب العاصمتين معلناً إنطلاق العدّ العكسي لسقوط الطاغية.

منذ بداية الثورة، ومن خلال خبرتنا الطويلة في مواجهة هذا النظام الفاشي بامتياز، قلنا للشعب السوري ألا يعوّل على أحد من الدول القريبة والبعيدة بل على نفسه فقط وعلى سواعد ثوّاره، واليوم وبعد انهيار كل الحلول السياسية التي انعكست وبالاً عليه، وبعد فشل كل المؤتمرات العقيمة التي عُقِدت وستعقد تحت مسمّى "أصدقاء سوريا"، وبعدما ثبت ان هذا الديكتاتور يهزأ بكل حلٍ لا يُبقيه على رأس السُلطة، وانه ماضٍ في خياره العسكري حتى النهاية... بعد كل هذا ننصح أهل الثورة ألا يلتفتوا بعد اليوم إلى أي مشاريع حلول سياسية جديدة قد يطرحها هذا الفريق أو ذاك، بل ان ينصرفوا فقط إلى حشد طاقاتهم وتنظيم صفوفهم وتعزيز قدراتهم القتالية تمهيداً لحسم المعركة على أرض الواقع، وساعتئذٍ سيأتي العالم إلى سوريا زاحفاً على بطنه معتذراً من شعبها عارضاً خدماته للمساعدة في بناء سوريا الجديدة.

من الشرفاء في لبنان إلى ثوّار سوريا الأبطال تحية سلام وإكبار وإعجاب.

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز

في ۳١ تمّوز ٢٠١۲.