حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

إذا ما نظرنا إلى الثورة المصرية من الناحية الشكلية، أي لجهة تنظيمها ونوعية شبابها ونظافة شعاراتها وسلوكية جماهيرها وأساليبها السلمية الراقية، نجد انها تشابه إلى حدٍ بعيد ثورة الأرز اللبنانية بالرغم من الفارق الزمني بينهما، وكأن هذه الأخيرة هي التي أوحت إلى الشعب المصري وقبله الشعب التونسي وبقية شعوب المنطقة بالنهوض من سباتها العميق والتخلّص من أنظمتها الدكتاتورية المزمنة.

 

اما من الناحية العملية، فبينما نحجت ثورة مصر في إسقاط نظامها مع رموزه الفاسدة والعبور إلى مناخ الحرّية والكرامة والديمقراطية بسرعة قياسية... نجد في المقابل ان ثورة الأرز فشلت في تحقيق أيٍ من أهدافها، فالإحتلال السوري عاد مقنّعاً إلى لبنان ورسّخ نفوذه كما في السابق، والدويلات المسلّحة المتحالفة معه زادت تسلحاً وسطوةً على حساب الدولة، لا بل إنتقلت من معارضة الحكم إلى الإستيلاء عليه! هذا مع العِلم ان نسبة المحتشدين في ميدان التحرير لم تتجاوز السبعة بالمئة من مجموع الشعب المصري في حدّها الأقصى وحصلت على كل مطالبها، بينما ثورة الأرز حشدت نصف الشعب اللبناني ولم تحصل على شيء سوى خيبة الأمل وكسر حلم الناس.

 

السبب الأول في هذا الإخفاق القاتل يعود إلى عدم وضوح الرؤية في تحديد أهداف الثورة، بمعنى ان الشباب اللبناني ركّزوا مطالبهم على جلاء الإحتلال السوري من دون المطالبة بإسقاط رموزه المحليّين وملاحقتهم كما تقضي روح الثورة، وبخاصةٍ أولئك الذين أتوْا به وتواطئوا معه في حُكم البلاد ونهب خيراتها وقمع مواطنيها، ومنحوه تغطية مُريحة للبقاء على أرضنا ثلاثين عاماً متواصلة.

 

والسبب الثاني يعود إلى السّماح لزعماء السياسة عندنا، ومن بينهم عدد من الرموز المذكورة، بقيادة الثورة وركوب موجتها، وبالتالي تحويلها عن مسارها الصحيح ومن ثم الإلتفاف عليها وإجهاضها في المهد.

 

وهكذا، وبعد ان كنا السبّاقين إلى الثورة، بتنا نحسد غيرنا على ثورته. ففي مصر بدأت المحاكم تُلاحق رموز النظام السابق وتعتقل الوزراء والمسؤولين الفاسدين وتجمّد أموالهم وتمنعهم من السفر تمهيداً لمساءَلتهم أمام القضاء... وفي لبنان ما زال الزعماء على عروشهم وثرواتهم تتكدّس على حساب الشعب الذي يتوغل أكثر فأكثر في متاهات الفقر والعَوَز واليأس.

 

 في مصر بدأ شباب الثورة يشاركون في الحياة السياسية الجديدة، وفي لبنان اختار شباب الثورة طريق الهجرة قرفاً من الحياة السياسية القديمة والجديدة.

 

 في مصر كما في تونس قضت الثورة على بدعة التوريث، اما في لبنان فالتوريث أصبح القاعدة، لا بل توسّع ليشمل إلى جانب الأولاد، الأحفاد والزوجات والبنات وأزواج البنات.

 

في مصر أشرقت شمس الحرية والعدالة والأمل على الشعب، وفي لبنان دخل الشعب في نفقٍ مظلم لا أحد يعلم كيف ومتى سيخرج منه!!!

 

كل هذا لأن شباب مصر قادوا الثورة ضد ثعالب السياسة، بينما في لبنان ثعالب السياسة قادوا الثورة ضد شباب لبنان.

 

ثورة الأرز رقم ٢ هي الحل الباقي، شرط ان تستهدف هذه المرّة العشيرة السياسية برمّتها.

 

لبَّـيك لبـنان

 أبو أرز

 في 19 شباط ٢٠١١.