حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

 

أبو أرز/أفعال الحكومة الجديدة هو الإمتحان الذي على أساسه تُكرّم أو تُهان.

 

 لن يهلّل الشعب اللبناني للحكومة الجديدة ما لم يلمس منها مواقف وطنية شجاعة وإنجازات منظورة تتحقّق على أرض الواقع. فإغداق الوعود الفضفاضة لم تعد تخدعه، ولا البيانات الوزارية الرّنانة المنسوخة بمجملها عن سابقاتها، سيّما وانه فَقدَ ثقته بكامل المنظومة السياسية القائمة، لا فرق بين الأكثرية المستحدثة أو الأقلية الحالية، أو بين حزبٍ وآخر، إذ كلهم جاؤوا وحكَموا وذهبوا وكأنهم لم يجيئوا ولم يحكموا ولم يذهبوا!

وطالما ان تشكيل الحكومات اللبنانية السابقة والحالية ما زال يخضع لموافقة القوى الخارجية والتوازنات الطائفية والمذهبية على حساب العِلم والكفاءَة، ولمراعاة الزعامات السياسية الفاشلة على حساب مصلحة الأمّة، فان الشعب لن يعلّق عليها آمالاً تذكر، بل آماله معقودة اليوم على رياح التغيير العاصفة من حوله علّها تنعكس إيجاباً عليه وتجلب معها التغيير المنتظر.

ان هذا الكلام لا ينطبق طبعاً على كل أعضاء الحكومة الجديدة التي تضمّ وزراء جُدد نكنّ لهم كل ثقة واحترام، غير ان الجو السياسي العام الموبؤ جداً في البلاد قد يكبّل أيديهم ويمنعهم من تحقيق ما يصبون إليه من إصلاحات على غِرار ما حصل مع غيرهم في الحكومة السابقة.

المُهمّ ان الحكومة الجديدة هي اليوم أمام تحدّيات كثيرة أهمّها ثلاثة تشكّل المدخل الأساسي للعبور إلى النجاح أو الفشل.

التحدّي الأول يكمن في موقفها من مشكلة السلاح غير الشرعي وطريقة التعامل معها بشكل واضح وحازم وشفّاف على خلفية القرار ١٥٥٩، بعيداً عن المراوغة والتملّق والتلطّي وراء عبارات مُبهمة تعتمد اللعب على الألفاظ مثل مقولة: الشعب والجيش و"المقاومة".

التحدّي الثاني يكمن في موقفها من الإلتزامات الدولية وتحديداً المحكمة الخاصة بلبنان، وطريقة التعامل معها أيضاً بصراحة وجرأة ووضوح منعاً لأي خلاف مع المجتمع الدولي، وعدم التهرّب من هذا الإستحقاق المفصَلي عِبرَ إحالته إلى المقبرة المسماة هيئة الحوار الوطني كما حصل في موضوع السلاح غير الشرعي.

التحدّي الثالث يكمن في موقفها من ملف الفساد الناخر منذ القِدَم في عظام الدولة والمؤسسات والدوائر الرسمية، واستعدادها لإقتحامه ومكافحته من جذوره من دون مراعاة أحد من الزعامات التي تقف وراءَه وتغطيه، إذ بدون الإقدام على هذه المغامرة لن يكون هناك أي إصلاح أو تغيير أو تقدّم أو ازدهار مهما تنمّقت الشعارات وآخرها كلنا للوطن كلنا للعمل.

نأمل ان تجتاز الحكومة الجديدة هذا الإمتحان وعلى أساسه تُكرّم أو تُهان.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في 18 حزيران ٢٠١١.