حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

 

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

أسباب تعثّر الثورة السورية.

 

بالرغم من التضحيات الهائلة التي قدّمها الشعب السوري على مدى العشرة أشهر المنصرمة، والشجاعة النادرة التي أظهرها في وجه أعتى الأنظمة البوليسية في العالم، فإن ثورته تبدو حتى الآن متعثّرة في مسارها ومتأخرة في بلوغ أهدافها على عكس مثيلاتها في تونس ومصر وليبيا. وأسباب هذا التعثّر ثلاثة رئيسية هي:

 

١ - فشل المعارضة السورية في توحيد صفوفها وكلمتها، وانقسامها إلى أجنحة مختلفة في الهدف والرؤية مما مكّن النظام من اللعب على هذا الوتر الحساس، وحالَ دون الإعتراف الدولي بها، وأفقدها ثقة شعبها بها بعد أن سبقها بأشواطٍ بعيدة في تحديد خياراته، بينما بقيت هي دون مستوى تضحياته وآلامه وأحلامه بنسبةٍ كبيرة.

 

۲ - الخطأ القاتل الذي ارتكبته هذه المعارضة في اختيارها للحل العربي وقبولها بمبادرة الجامعة العربية صاحبة التاريخ العريق بالفشل والإخفاق، بدل الإصرار على نقل الملف بكامله إلى مجلس الأمن الدولي صاحب الخبرة الطويلة والإمكانيات العالية والقادرة على معالجة هذا النوع من الأزمات المعقّدة الشبيهة جداً بالأزمة الليبية. وقد أدّى هذا الخطأ أو بالأحرى هذه الحماقة إلى إطالة عُمْر المأساة السورية وإهدار المزيد من الدماء البريئة والوقت الثمين، وإلى منح النظام فرصة ذهبية لكسب الوقت والإلتفاف على المبادرة العربية ومواصلة مذابحه اليومية على مرأى ومسمع من المراقبين العرب.

 

– المواقف الباهتة والمريبة للمجتمع الغربي تجاه وحشية هذا النظام الذي أثبت في لبنان سابقاً وفي سوريا حالياً انه ينتمي إلى فصيلة مصّاصي الدماء، وانه لن يتورع عن قتل كل الشعب السوري إذا لزم الأمر من أجل وأد الثورة والبقاء في الحُكم بحسب ما يُفهم من خطابه الأخير. إضافة إلى الموقف المائع والمبهم للحكومة التركية التي عوّل عليها الشعب السوري كثيراً من دون جدوى، حيث بقيت وعودها وتهديداتها وتهويلاتها في إطار الإستهلاك الإعلامي فقط. ناهيك بالمواقف المعيبة جداً لكل من روسيا والصين وإصرارهما على تغطية جرائم هذا النظام وتشجيعه على ارتكاب المزيد منها، ودعمه في شتّى المجالات الديبلوماسية والسياسية والعسكرية، وكان آخرها إرسال حاملة الطائرات الروسية إلى ميناء طرطوس وإتباعها بإمدادات وفيرة من السلاح والذخائر.

 

إزاء هذا الأفق المسدود والتحديات المصيرية التي تواجهها الثورة السورية، لم يبق أمامها إلا خيار واحد وهو المضي قدماً في حشد طاقاتها الشعبية وتكثيف تظاهراتها وتوسيع رقعة إحتجاجاتها والمطالبة اليومية والمستمرّة بالحماية الدولية بعيداً من أي تدخل عربي. انه خيار صعب ويتطلب تضحيات إضافية وأثمان غالية، ولكنه الخيار الصحيح للعبور إلى واحة الحرية والكرامة.

 

لبَّـيك لبـنان

اتيان صقر ـ أبو أرز          

في ١٤ كانون الثاني ٢٠١۲