حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

بينما يتلهّى أمراء السياسة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة وتناتُش الحصص والحقائب الوزارية، يبقى الشعب غير مبالٍ حيالها لإقتناعه بأن أي حكومة مقبلة، في ظل النظام الطائفي القائم، لن تكون أفضل من سابقاتها، بل ربما أسوأ إذا ما أقدمت على التنصّل من المحكمة الدولية.

 

غير ان أنظار اللبنانيين تتجه اليوم نحو حركة شبابية انطلقت مؤخراً في شوارع بيروت مطالبةً باسقاط النظام الطائفي واستبداله بنظام علماني، وباعتقادنا ان مجرّد إنطلاق هذه الحركة الجديدة من نوعها في تاريخنا المعاصر، يشكّل ظاهرة إيجابية وبارقة أملٍ مضيئة في أفقٍ مسدود ومظلم يلفّ البلاد من أقصاها إلى أقصاها.

 

ومن إيجابياتها أولاً، انها كشفت أمام الرأي العام عورات النظام الطائفي، ووضعت أصبعها على جرح المأساة اللبنانية باعتبار ان وباء الطائفية كان وما يزال علّة العلل في كل ما أصاب البلاد من أزمات وانقسامات وكوارث ويأس وهجرة وحروبٍ عبثية منذ العهد العثماني إلى اليوم على أقل تقدير. وثانياً، لأنها برهنت ان الشباب اللبناني قد بلغ درجة متقدمة من النضوج السياسي تمكّنه من الإضطلاع بدور ريادي في عملية إنقاذ البلاد في أول فرصة سانحة. ثالثاً، لأنها تحمل في طيّاتها نواة ثورة شعبية واعدة قادرة على التطوّر والنمو والتغيير على غرار الثورات التي تجتاح المنطقة حالياً. ورابعاً، لأنها حركة ذاتية مستقلة، لا تنتمي إلى تنظيم أو تيار سياسي قائم وبخاصةٍ تياري ١٤ و ٨ آذار كما صدر عن لسان أحد قيادييها، وان لا دوافع شخصية وراءَها حتى الآن بل دوافع وطنية بحتة.

 

مِمّا تقدّم، وانسجاماً مع عقيدتنا التي تنادي منذ العام ١٩٧٥ بعلمنة الدولة، ومن منطلق غيرتنا على نجاح هذه الحركة، وخبرتنا المتواضعة في مجال العمل السياسي، نتمنّى على هؤلاء الشباب ان يأخذوا في الحسبان التوصيات التالية:

 

الأولى والأهمّ، ان تبقى صفوفهم موحّدة ومتراصّة ومحصّنة ضُدّ مؤامرات التسييس والإختراق والتجيير والإستيعاب التي سيحاول ثعالب السياسة حَوْكها ضد حركتهم بقصد إجهاضها كما فعلوا في ثورة الأرز.

 

الثانية، ان يتحلّوا بالحكمة والإبتعاد عن التهوّر والإرتجال، وان تبقى حركتهم على مستوى عالٍ من الرُقي، وان يعتمدوا المثابرة أساساً في نضالهم لانها عنوان النجاح.

 

الثالثة، ان يركّزوا في شعاراتهم على إسقاط أمراء الطوائف أولاً، أي الرموز السياسية التي تحمي النظام الطائفي وتحتضنه كمدخلٍ إلزامي لإلغاء الطائفية، إذ لا يمكن الطلب من هؤلاء الأمراء ان يوافقوا على قوانين إصلاحية تفضي إلى إلغائهم.

 

ونحن إذ ندعم هذه الحركة ومعنا الشرفاء في لبنان، نتمنّى لها النجاح في تحقيق أهدافها المنشودة علّنا نصل يوماً ما إلى بناء دولةٍ حضارية وعصرية تحقق أحلام وطموحات شعبنا وأجيالنا الطالعة.

 

لبَّـيك لبـنان
أبو أرز

في ١١ آذار ٢٠١١