حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية

صدر عن حزب حراس الأرز- حركة القومية اللبنانية، البيان التالي:

 ان أخبار الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري الملتبس ومشاحناتها الأبدية مع المعارضة، وكل السياسات المحلية الأخرى لم تعد تحظى باهتمام اللبنانيين لكثرة ما تلوّعوا من دجل السياسة والسياسيين والمعارضة والموالين منذ أربعينيات القرن الماضي.

لذلك ذهبت هموم اللبنانيين إلى شؤون أخرى أولها الشأن المعيشي، والإنصراف إلى تأمين الحد الأدنى من الحياة اللائقة والكريمة لهم ولعيالهم، وسط ظروف إقتصادية قاسية، وارتفاع مضطرد في أسعار المواد الضرورية، وانحسار فرص العمل، وغياب كامل للدولة في كافة الميادين.

والشأن الثاني الذي يتابعه اللبنانيون باهتمام الآن هو القرار الإتهامي في جريمة إغتيال رفيق الحريري والجرائم الأخرى ذات الصلة الذي صدر بالأمس بعد مخاض طويل، والذي سيكون له بلا شك تداعيات إيجابية على مجمل الوضع اللبناني خلافاً لما يقوله المتضررون والمهوّلون والمتوعّدون والمشكّكون، ومن أهم تلك الإيجابيات كشف القناع عن كبار القتلة في بلدٍ عاش على طمس الجرائم الكبيرة وحماية المجرمين، ما يعني ان هذا القرار سيشكّل سابقة تاريخية في حياتنا السياسية من شأنها ان تساهم في الحد من ارتكاب جرائم سياسية في المستقبل، وان تشجع القضاء اللبناني على الإضطلاع بدوره كاملاً بعيداً من التدخلات السياسية التي كثيراً ما تلاعبت بها وحدّت من استقلاليته، وحوّلته أحياناً إلى أداةٍ لقمع الخصوم وملاحقة صغار المجرمين دون الكبار. لذلك يطالب اللبنانيون الشرفاء الدولة بالتجاوب مع هذا القرار وتنفيذ ما عليها من إلتزامات تجاهه.

اما أخبار الثورات العربية فيتابعها اللبنانيون عن قرب وبشغفٍ لافت للنظر، ذلك لأنها المَرّة الأولى التي تُتاح لهم فرصة التفرّج على النار وهي تشتعل في أذيال الأنظمة العربية وتلتهمها الواحد تلو الآخر، بعد ان أشعلت هذه الأخيرة النار في بلادنا وتفرّجت عليها طويلاً وهي تحرق الأخضر واليابس من دون اكتراث أو مبالاة، لا بل كانت تعمل على تأجيج الفتنة كلما خَبت نارها... والمهم الآن ان رياح الديمقراطية الآتية إلى المنطقة ستؤدّي حتماً إلى الحد من تدخل الأنظمة العربية الجديدة في شؤون لبنان الداخلية، هذا التدخل الذي عانى منه اللبنانيون الأمرّين، وأفضى إلى تدمير وطنهم وتمزيق نسيجه القومي.

بيد ان الثورة السورية تحظى باهتمام أكبر لدى اللبنانيين نظراً لموقعها الجيوـ سياسي والدور السلبي بامتياز الذي لعبته على أرضنا خلال حقبة نظام الأسد الأب والإبن، وعليه فإن سقوط هذا النظام الذي بات وشيكاً على ما يبدو، وحلول نظام ديمقراطي مكانه يحترم حقوق الإنسان وحرية الشعوب، سيكون له ارتدادات إيجابية كثيرة على لبنان، باعتبار ان الأنظمة الديكتاتورية التي بطبيعتها لا تحترم حقوق شعبها لا يمكنها ان تحترم حقوق الآخرين، والتي تستبيح قتل شعبها لا تتورع عن قتل الشعوب الأخرى كما فعلت في لبنان.

ويبقى على اللبنانيين الإستعداد منذ الآن لمرحلة ما بعد نظام الأسد، والتعامل معها بأسلوبٍ جدّي وحضاري وديمقراطي مبني على مبدأ الكرامة الوطنية، خلافاً للأسلوب الرخيص المبني على ثقافة التزلف والإرتهان وعُقد الخوف والنقص الذي درج عليه أصحاب النفوس الصغيرة و"شبّيحة" السياسة اللبنانية.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ١ تمّوز ٢٠١١.