حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

يراهن فقهاء السياسة عندنا على المظلة السورية ـ السعودية فوق لبنان، ويؤكدون انها الضامن الوحيد لأمن لبنان واستقراره، وللإختصار وسهولة التداول أطلقوا عليها إسم معادلة "س. س"، وأدخلوها في قاموس السياسة اللبنانية، وراحوا يتبجّحون باكتشافها وكأنها البلسم الشافي لأمراض هذا البلد ومشاكله.

 

وهذا يعني برأيهم أن ميزان الأمن في لبنان محكوم بهذه المعادلة، يتحسّن أو يسؤ تبعاً لطبيعة العلاقات بين سوريا والسعودية.

 

صحيح ان لبنان يتأثر بما يجري حوله من أحداث، كغيره من الدول الصغيرة الأخرى، غير ان نسبة هذا التأثير تقوى أو تضعف بحسب المناعة الداخلية عند هذه الدول، وبحسب براعة أهل الحُكم في صَدّ الإرتدادات السلبية لتلك الأحداث، وتلقُّف إرتداداتها الإيجابية. والمؤسف ان المناعة الداخلية عندنا معدومة بسبب التناحر الطائفي والمذهبي المعطوف على رداءَة أهل الحُكم المفرطة، الأمر الذي يطعن في فاعلية المعادلة المذكورة ويؤكّد هشاشتها في معالجة الأزمة اللبنانية.

 

وهناك أسباب أخرى تثبت عدم صوابية الرهان على المظلة السورية ـ السعودية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

 

١- القمّة السورية ـ السعودية التي عقدت في بعبدا مؤخراً فشلت حتى الآن في تنفيس الإحتقان المتفاقم بين فريقي النزاع، لا بل زادت حدّته عَمّا كانت عليه قبل انعقاد القمّة، حتى بات ينذر بانفجار وشيك قد يتخطّى حدود لبنان.

 

٢- ان لكل من سوريا والسعودية، كما لغيرها من دول الجوار، أجندتها الخاصة في لبنان، وتتحرّك فيه وفق مصالحها القومية بصرف النظر عَمّا إذا كانت تتلاقى حيناً وتتعارض أحياناً مع مصلحة لبنان العليا.

 

٣- ان الوصاية السورية التي ذبحت لبنان طوال ثلاثين عاماً من الزمن حدثت عندما كانت العلاقات بين دمشق والرياض على أحسن ما يرام، لا بل جاءَت نتيجة إتفاق تمّ بينهما في قمّة الرياض العربية عام ١٩٧٦، من دون أن ننسى الهدية المسمومة الأخرى التي جاءَتنا أيضاً من الرياض وبالتنسيق الكامل مع دمشق، وهي اتفاق الطائف المشؤوم الذي شوّه الدستور، وعمّق الهوّة بين اللبنانيين، وأجّج نار الفتنة الطائفية أكثر مِمّا كانت عليه قبل إبرامه، وساهم في شرذمة البلاد على النحو الذي نراه اليوم.

 

نستنتج مِمّا تقدّم لنقول ان الرهان على الخارج عديم الجدوى، وتهرّب من المسؤولية، واقرار بالفشل، وان المعادلة الوحيدة الصالحة لسلامة لبنان واستقراره هي معادلة "ل. ل" أي المظلة اللبنانية ـ اللبنانية التي اختصرها يوسف السودا، أحد روّاد القومية اللبنانية، عندما قال في أوائل العشرينيات من القرن الماضي: ان حياة لبنان في اتحاد طوائفه، ما يعني ضمناً: وموت لبنان في تناحر طوائفه... فهل يسمع دُعاة الغيرة على هذا البلد؟

 

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ۱ تشرين الأول ٢٠١٠.