وهم
الصفقات
والغيرة
الياس بجاني
مسؤول لجنة
الإعلام في المنسقية
العامة
للمؤسسات
اللبنانية
الكندية
مرة
تلو مرة تتجنى
ألسنة البعض
على مصداقية ونهج
العماد ميشال
عون ومواقفه
الوطنية
ومبادراته
السيادية، فترشقه
بالسوء
وتقوِّله ما
لم يقله،
تأخذه إلى حيث
لم يذهب، ولا
يمكن أن يذهب.
تحاكم وتصدر
أحكامها
الجائرة عليه
وعلى تياره
معتمدة
نواياها
ونياتها وخلفياتها
وممارساتها
هي. ترشقه
بالإسقاط Projection حانقة
يسعرها الجهل
المطبق، وضيق
الأفق،
والغيرة،
وعدم الثقة
بالذات
والتقوقع القاتل.
أعلن
العماد عون
مبادرته الوفاقية
بشفافية وعلى
رؤوس
الأشهاد، ولم
يترك جانباً
إلا وأفاض
بشرحه، إلا
أنه لم يسلم
من سهام التشكيك
والتجريح
والانتقاد.
اتهم بالتفرد
وباختيار
التوقيت
الغلط، كما
بالتراجع عن
مواقفه السابقة
وبإبرام
صفقات مع
الحكم
اللبناني ودمشق.
أن
مخيلة البعض
ناشطة
بالهلوسة
والهذيان، أما
عقولهم فمسوسة
بأوهام
الصفقات
وتنضح بما في
داخلها من
مكنونات حقد
وحسد وخوف
وارتهان
وأنانية
شنعاء.
روجوا
في البداية
لنظرية
الصفقة بين
دمشق وواشنطن
على حساب
لبنان،
واستخفوا
بجهود ومثابرة
الناشطين
اللبنانيين
الجبارة في
الولايات
المتحدة.
شككوا
بمصداقية السياسة
الأميركية
الشرق أوسطية
الجديدة، فخابت
ظنونهم وأصبح
"مشروع قانون
مسائلة سوريا واستعادة
سيادة لبنان
قانوناً
حتميا. رفضت واشنطن
عقد أي صفقة
مع نظام الشام
على حساب لبنان،
وصدر القرار
الدولي 1559،
فهوت سيوف
الحق على
رقابهم مما حذى بهم
استنساخ
لوازمهم "المسورنة
الببغائية
والصُحافية" وكالصنوج المرنانة
راحوا يرددون
صدى أسيادهم.
رفض العماد عون
مبدأ الصفقات
يوم كان في
قصر الشعب،
ورفض معها
رئاسة
الجمهورية
مُصِرَّاً على
ضرورة
استعادة
الجمهورية
أولاً، وفضح
المؤامرة
وزيف
المتآمرين.
من
يعرف العماد
عون جيدا،
ويفهم تكوينه
الإيماني
والوطني
والذهني، كما
أبعاد سيكولوجية
شخصيته
القوية
ونظرته إلى
نفسه كرجل
ثروته
الاستقامة
والوفاء
والشفافية
والالتزام
والانضباط
والمبادئ
والشرف، في
وسعه أن يجزم
أن الرجل لا
يمكن أن يبرم
أي صفقة مع
السلطة
اللبنانية
الصُوَرية،
كما أنه لا
يمكن أن يقوم
بأي تنازل عن
ثوابته في
أخلاق ووطن لا
لدمشق التي
يحاول إخراج
جيشها
ومخابراتها
من وطنه
وتحريره من
رجس
احتلالها،
ولا لأي كان
مهما علا
شأنه، لأنه لو
فعل، لن يبقى
هو العماد
الذي أحب
الناس فيه
الشفافية،
والبساطة
والعز والصدق
والترفع.
في
اتصال تلفوني
مع تجمع
للتيار في عكار
بتاريخ الأول
من شباط
الجاري
استذكر
العماد
تضحيات مئات
شهداء الجيش
من أبناء تلك
البلدة
الشمالية
وقال " لقد
وفيت بعهدي
لهم ولشهادتهم
وهم ضمير
المرحلة"،
"لقد انتهى عهد
الخوف،
والإنسان قد
تحرر،
لقد تحررتم،
وعليكم أن تتخلصوا
من ذهنية
التبعية
فيكم،
فالسوريون ما
زالوا
موجودين،
لكنهم
سيتركون في
وقت قصير، أنا
عائد من أجل
السلام في
لبنان، عائد
بالأفكار
نفسها التي
تركت فيها
لبنان".
نعم العماد
لا يزال هو
هو، ولن تتغير
خامته ولا طينته،
ويوم يعود،
سيعود مرفوع
الرأس، شامخ الجبين،
عودة الأبطال
الظافرين دون
صفقات، ودون
شروط ودون
سقوف. سيعود
بنفس
العنفوان
ونظافة الكف،
وبنفس
الأفكار
الوطنية
والممارسات
العظيمة التي
أدخلته إلى
عقول
اللبنانيين
والضمائر.
ننصح
المشككين
عندنا
بالتخلي عن
عاهتي الذمية
والتقية،
والابتعاد عن
آلية الإسقاط
العقلية لأن
زمن الزحف
والتبعية إلى
أفول،
وليعلموا أن
هذه الفترة هي
الأهم في
تاريخ لبنان،
وهي تحتاج إلى
قيادات
تاريخية فذة،
العماد هو في
مقدمها. فهذا
القائد ما عرف
يوماً
غير العطاء
والتضحية
والفطنة
والشجاعة.
نعم
لبنان على قابي
قوس من
استعادة
سيادته
واستقلاله
بنتيجة الدعم
الدولي القوي
له، وجهود
قادة كبار من أمثال
العماد،
ونضال شبابنا
في بلاد
الانتشار،
إلا أن تحرير
الأرض وحده لا
يكفي، والتحرير
لا يكتمل إلا
بتحرر
اللبنانيين
من عقدة الرهينة
وعلل الشك
والارتياب
والخوف
والأسر والشعور
بالنقص.
نحن اليوم
أمام فرصة
تاريخية، إما
أن نغتنمها
ونثبت جذور
لبنان الوطن
والدولة إلى
الأبد، وإما
أن نضيع في
المصالح الآنية
والشخصية
ويضيع الوطن
معنا، وهذه
المرة إلى
الأبد أيضاً.
أنت
يا عماد
الصخرة التي
سترتفع عليها مداميك
الوطن،
وثقتنا كبيرة
بقيادتك دفة
السفينة إلى
مرفأ السيادة
والاستقلال،
ثقة عقلانية
راسخة وثابتة
لن تقدر هبات
التشكيك ولا
ألسنة العلك
الكلامي على
زحزحتها قيد
أنملة. باركك
الله وحماك
وبارك أهلنا
والوطن.
3/2/2005