ترافق
حفريات بيت
مري بحثا عن
شهداء 13 تشرين
الأول
الجيش
ينبش محيط
الدير
والآبار
والعمل احترافي
والنتيجة
"صفر"
النهار -
كتبت مي عبود
أبي عقل
9 كانون الأول
2005
دير
القلعة – بيت
مري: عنوان
أصبح مرادفا
لذاكرة الحرب
وممارساتها
الوحشية. هذا
الصرح الديني
العريق الذي
يعود الى
العصر
الروماني
ويضم بين
أرجائه آثارا
من حضارة تلك
الحقبة،
تسكنه اليوم
رهبة الموت
ورعشة الخوف
من ان
نكتشف بين
ترابه شواهد
وحشية غزاة
القرن العشرين. 13 تشرين الاول:
يوم أسود في
تاريخ لبنان،
دارت فيه
معارك ضارية
وارتكبت
المجازر ضد العديد
من ألوية
الجيش
اللبناني وفي
مناطق مختلفة
ومن بينها بيت
مري، حيث
اختفى راهبان انطونيان
وخادمة الدير
و23 عسكريا.
الملف
المفتوح على
العذاب
والجروح قررت
قيادة الجيش اقفاله
على أساس
الحقيقة
واليقين. فبعد
الخطوة الاولى
التي بدأتها
في مدافن
وزارة الدفاع
في اليرزة
حيث انتشل
رفات 21 يتم
التعرف حاليا الى هويات
أصحابه من
طريق اجراء
فحوص الحمض
النووي DNA، باشرت
اللجنة
العسكرية
التي كلفها
قائد الجيش
العماد ميشال
سليمان هذه
المهمة
بقيادة
العميد نبيل
قرعة اعمال
الحفر يوم
الخميس
الفائت في دير
القلعة ومحيطه
وصولا الى
وادي
لامارتين.
عمل
احترافي
زائر
المكان تلفته
دقة العمل
والطريقة
الاحترافية
التي ينتهجها
الجيش، خلافا
لما حدث في
عنجر، وتتلخص
بثلاث نقاط
رئيسية:
1
– المكان مطوق
وممنوع دخوله
لأي كان حفاظا
على أي دليل
يمكن ان
يكتشف.
2
– الآلات
والآليات
المستعملة
تتنوع بين البوكلين
والجرافة
الكبيرة والجرافة
الصغيرة،
بحسب طبقة
التراب
وعمقها
وطبيعة الارض.
3
– استخدمت
آلات
الاستشعار عن
بعد التي
قدمتها
الحكومة
اليابانية
هبة الى
المديرية
العامة
للآثار،
للتأكد من
وجود أي دليل
مدفون تحت
التراب.
المجزرة/
وروى أحد
الجنود
الناجين من
المجزرة انه
في الخامسة
والنصف من
مساء يوم
السبت 13 تشرين الاول 1990،
وبعد معركة
عنيفة دامت
طوال النهار
دافع خلالها
الجيش
اللبناني عن
مقر قيادته
المجاور لدير
القلعة،
اقتحمت
القوات
الخاصة السورية
المركز وأسرت
بعض عناصر
الجيش
وجمعتهم في متراس
قائم هناك، بعد
تعريتهم من
ثيابهم (وهنا
تتضارب
الروايات حول
الراهبين الانطونيين
فأحدهم يقول ان
الراهبين
كانا موجودين
لكن لم تتم
تعريتهم من
ثيابهم،
والثاني ينفي
وجودهما)،
وقامت بالقاء
قنبلتين
يدويتين
أعقبتها
بوابل من
الرشاشات
والرصاص ثم
قام عناصرها
بضربهم
بالحراب، مما
أدى الى
مجزرة رهيبة
واستشهاد عدد
من
العسكريين،
فيما نجا
ثلاثة فقط
كانت الجثث
متراكمة
فوقهم، وقاموا
من تحتها
مصدومين
ومذهولين.
وبقيت الجثث
على هذا الوضع
حتى مساء
الاثنين، حين
أتى السوريون
بشاحنات نقلت
عددا غير محدد
منها الى
مكان مجهول
خارج الدير،
على ما رواه
بعض الاهالي.
من
الدير الى
الوادي/ من
هذا المتراس
بالذات بدأت
أعمال البحث
عن رفات
الشهداء، كما
قال العميد
قرعة، وتشمل
أرجاء الدير والاحراج
المحيطة بدءا
من شرقه مرورا
بآباره الخمس
وحتى أعماق
الوادي وصولا الى المونتيفردي،
اذا
اقتضى الامر،
ولن نستثني أي
بقعة يمكن ان
تكون رميت
فيها، أو أي
طريق يمكن ان
تكون سلكتها
شاحنة الجيش
السوري او
أي بقعة يحتمل
ان تصل اليها. حتى الامس
مساحات كبيرة
كان قد طالها
الكشف والحفر
والتفتيش
بآلات
الاستشعار عن بعد،
وبالجرافات
الكبيرة في
الطبقات الاولى
من الارض،
والصغيرة على
عمق 10 الى 15
سنتيمترا،
حتى اذا
ظهر أي أثر من
لباس او
حذاء او
عظم يتوقف
العمل فورا
لانتشاله
بطريقة علمية
وفنية. كل ذلك
يتم في اشراف
دائم لضابط
الشرطة
العسكرية من الادلة
الجنائية.
الآبار/وشمل
البحث خمس
آبار موجودة
في المكان
يراوح عمقها
بين 4 و5 أمتار
وتقع على مسافة
نحو 250 مترا خط
نار عن
المتراس، ولم
يظهر شيء حتى
الآن. ويشارك
في النزول اليها
عناصر من الانقاذ
البحري في
الدفاع
المدني
لاستخراج
الحجارة والردميات،
واضطر احد
الغطاسين
الخبراء الى
النزول في
مياهها غير
الصافية
مستخدما قارورات
الاوكسجين،
للاستطلاع
بحثا عن أي
دليل. كما تمت
الاستعانة
بمحركين
لتنظيف بعضها
من المياه
الوسخة والرمول.
وبعد
الانتهاء من
كل هذه
الحفريات
سيعيد الجيش
تسوية الارض
كما كانت، أما
النفايات
فستنقل الى
مكان خاص.
ناجيان/هول
المجزرة أصاب
الناجين منها
بمرض نفسي يسمى
"رهاب
الحروب" (P.T.S.D)،
وقد تم اخضاعهم،
ولا يزالون،
لعلاج نفسي،
واحد لا زال
في الخدمة
الفعلية،
والثاني
سُرّح لأسباب
صحية. وقد
أجاز لهما
طبيب ومحلل
نفسيان الادلاء
بافادتيهما
في حضورهما،
وقد "رويا أدق
التفاصيل
المملة والمذلة"،
على ما أكده
العقيد
الطبيب فؤاد شعيب.
وتم الاستناد الى
أقوالهما
وروايات الاهالي
في جزء كبير
من هذه
العملية.
اللجنة/ تضم
اللجنة
العسكرية
التي يرأسها
العميد قرعة
والمكلفة هذه
المهمة كلا
من: العقيد
طلعت الزين
من مديرية
المخابرات
والعقيد
الطبيب فؤاد شعيب
والمقدم خالد ابي مرعي
من مديرية الافراد
والمقدم نبيل عبدالله
من الشرطة
العسكرية والادلة
الجنائية
والنقيب
الطبيب عماد الخوري
والرائد حسين
غدار من
مديرية
التوجيه. اما
الفرق
العسكرية
المشاركة
فتشمل: فوج الاشغال
المستقل
ومديرية
الهندسة والطبابة
العسكرية
وفوج التدخل
الخامس، اضافة
الى
خبراء من
المديرية
العامة
للآثار. وتقوم
بمهمتها باشراف
مفوض الحكومة
لدى المحكمة
العسكرية
القاضي جان
فهد والطبيب
الشرعي حسين
شحرور.