لماذا زيارة
سوريا؟
لاحظ س
حداد
من
المُفْتَرض
أن يراعى قرار
اللبنانيين ،
نصفهم على
الأقل ، في
عدم التدخل في
الشئون السورية
إنطلاقاً
من رفضهم تدخل
سوريا في
الشئون السوريا..
في
نظرنا أن
زيارة يقوم بها رئيس
البلاد أو
رئيس حكومته
أو حتى أي
مسئول رسمي
لبناني إلى
سوريا في
الظروف
الحالية سوف
يسجلها العالم
لصالح النظام
السوري الذي
يعاني
التخبُّط في
معالجة ثورة
أو انتفاضة
يقوم بها
الشعب السوري
، أقله في نظر
العالم كله ..
في
نظر
للبنانيين ،
نصفهم على
الأقل ، ان
زيارة كهذه
سوف يعتبرها
الشعب السوري
، المعارض
لسياسة نظامه
، انحيازاً
سافراً لهذا
النظام من قبل
الدولة
اللبنانية
كلها ، وهذا
ليس صحيح! إذ
أن نصف الشعب
اللبناني ،
بخاصة من هم
خارج النطاق
السياسي
الرسمي
للدولة ، وإن
كانوا في قرارة
أنفسهم
يشاركون
المعارضين
السوريين
مشاعرهم
ومطالبهم في
الحرية ، إلاّ
أنهم يرفضون
التدخل
المباشر في الاعلان
عن هذه
المشاعر..
لنتذكّر
جميعنا كيف أن
الشعب
اللبناني
بأكمله كان
رفض التدخل
الرسمي
السوري في
الشأن اللبناني
منذ بدء الحرب
اللبنانية
التي أثمر تدخله
فيها ، مخابراتياً
وعسكرياً ،
وما جرّه هذا
التدخل من
مآسي على لبنان
كلّه..
من
هنا نطلق
تنبيهنا
وتحذيرنا هذا
إلى جميع السئولين
اللبنانيين
كي يتوقفوا عن
مجرّد
التفكير بالقيام
بمثل هذه
الزيارات
كيلا يقدما
للعالم ، بخاصى
الشعب السوري
حافزاً
متجدداً
للتدخل في شأننا
اللبناني ةنحن
إلى اليوم لم
نتخلّص بعد
كلياً من
نتائج مثل هذا
التدخل والذي
تجلى مؤخراً
في عملية
تشكيل حكومة
لبنان الميقاتية
التي أسفرت عن
وضع لبنان كله
في حظيرة
السياسة
السورية
المواجهة
للعالم..
إن
مجرد القيام
بمثل هذه
الزيارة
اليوم ، بعد تشكيل
الوزارة ، سوف
يؤكد للعالم
كله بعد أن تأكد
لللبنانيين
أن هذه
الوزارة لم
تكُ لتكن لو
لم يفرض
النظام
السوري
قيامها ؛ وسوف
يجعل لبنان
الدولة تحت
المجهر
العالمي
مجدداً ويربط
قيامها
وبيانها
الوزاري
المنتظر بما
هو جارٍ في
سوريا أولاً
وسيعتبرها
دعماً تلقائياً
للنظام
السوري
ثانياً
وبالتالي
ستكون معاملة
العالم
للدولة
اللبنانية
معاملة الدولة
المارقة التي
تفتقد لشرعية
تمثيلها
للشعب اللبناني
بأكمله وهنا
يكمن الخطر
الأكبر إذ
ستجر لبنان
الدولة إلى
مواجهة كاملة
مع المجتمع الدولي
الذي يرفض
ممارسات
النظام
السوري ضد شعبه
عدى أنه سيتخذ
من دعم الحكم
اللبناني للنظام
السوري وإن
كان صوَريّاً
ذريعة لإدخال
لبنان الدولة
ضمن نطاق
الدول
الفاشلة
ويعاملها على
هذا الأساس..
إن
الوقت الأنسب
بالنسبة
للدولة
والشعب اللبناني
الوقوف على
الحياد
تماماً كما هو
الموقف مما
حصل ويحصل في
غير بلد عربي
وعليه أن يظهر
التمني
الصادق
بالخير
والاستقرار
لكل دولة من
هذه الدول وأن
تدعو الجميع ،
أنظمة وشعوب ،
بالتفهم
والتفاهم على
كل ما فيه
الخير لهم دون
الدخول في شأن
داخلي لأيٍّ
منها..
نتمنى
على
السياسيين
اللبنانيين
توخي الحيطة
والحذر من
مغبة السقوط
في متاهات
التدخل في أي
شأن لا شأنَ
للبنان فيه..
صانك
الله لبنان
18
حزيران/11