شباب
التيار
الوطني الحر،
هل آن اوان
اليقظة؟
بقلم/لاحظ
حداد
جميلٌ
أن تأخذنا
الحميّة لدى
سماعنا كلام
الجنرال عون
ينتقد
السياسيين
بأسلوبٍ فذ لم
يتعود الناس
سماعه بلغ
أحياناً
كثيرة حد
الخروج عن
اللياقة
والكياسة
والمألوف
السياسي والدبلوماسي،
فنرى فيه حاجة
ملحّة للخروج
من الركود
الذهني الذي
أصاب الجميع جرّاء
ظروف
استثنائية لم
يمّر بميثلها
شعب ذكي
كشعبنا
اللبناني
الذي إدّعي
وأثبت قدرته
على الإبداع
في شتى
الميادين العلمية
والإقتصادية
والإجتماعية،
وربما
السياسية،
وفي جميع
أنحاء العالم
القديم
والحديث...
نُسرُّ
ونغتبط لطروحات
الجنرال عن
تغيير نهج
السياسة في
لبنان وعن إصلاح
الفساد
الإداري
المستشري في
مؤسسات الدولة
منذ أن
أُنْشِأت هذه
الدولة في
عشرينيات
القرن الماضب
فتذكّرنا
بمحاولات
ناجحة
لجنرالٍ آخر
قام بها
في ستينيات
القرن ذاته
وكاد يفلح
تماماً في تركيز
أسس قوية لهذه
المؤسسات
لولا تذاكي
العديد من
السياسيين ذوي
المصالح
الخاصة وتدخل
الأيدي
الغريبة في
شئون وطنّا
السعيد
آنذاك...
جيّد
أن نرى إلى
محاولة
الجنرال في مد
يد التعاون
إلى حزب الله
بغية
استرجاعه إلى
لبنانيته
أولاً ودعماً
للمقاومة
اللبنانية إسماً
وغير
اللبنانية فعلاً
لكن علينا
التبصُّر
بالنتائج
التي تدفع بخيرة
الشباب
اللبناني إلى
مجاراته في
طرحه هذا وإلى
ما أدى إليه
من تباعد باقي
اللبنانيين
عنه وعنهم حتى
باتت نظرات
الشك والريبة
تتفاعل في
القلوب، وما
كنّا لنظن قط
أن تبلغ هذا
المستوى من
القطيعة
والتباعد
لولا الشحن النفسي
المتمادي على
كلا الطرفين
اللبنانيين..
والحق
يُقال: ما كنا
لنصل إلى هذا
لو إنَّ أحد الطرفين
لمس أو حتى
لمح إشارات
ولو خجولة إلى
تجاوبِ هذا
الحزب
تُثبتُ، ولو
جزئياً، مصداقيةَ
محاولة
الجنرال ومبتغاه
بل على العكس
تماماً، إن ما
رأيناه
وشاهدناه طوال
الفترة
المنصرمة،
على مد تلك
اليد، التي
كان على شباب
التيار أن
يؤمن بها
ويساهم في
تحقيقها بل
ويطالب
بتعميمها على
الطرفين، جاء
معاكساً
تماماً لكافة
الظنون وبرهن
للجميع أن
تجاوبه
الوحيد كان إستغلالاً
جسيماً ليس
لنوايا
الجنرال
الخبيئة وحده
بل لجميع
الأطراف
بخاصةٍ شباب
التيار الذي
نعتقد،
وبأيمانٍ
ثابت، أنه يتمتع
بمزايا علمية
وثقافية وإجتماعية
بالغة الرُقي
والمنعة..
لهذا نتساءل؟
هل
بعد كل ما
تسبب به
نزق الجنرال
المُحَبَّب
من تحولات غير
عادية في
سياسة البلد
وتكاد تجعله
في مهب
العاصفة التي
تهبُّ على
المنطقة
الشرق أوسطية وقد
تكتسح لبنان
دون رحمة فيما
لو ثابر جنرالنا
على وتيرة
القبض على
السلطة تحت
مظلة حزب الله
بحماية سورية وايرانية،
وتطيح بكافة
منجزات شباب
التيار،
الذين نكن لهم
الكثير من
التقدير،
ومصداقية
عملهم في مؤسسة
الدولة
التنفيذية
والتي لولا
استغلالها
سياسياً
لمصالح خاصة
بحزب الله
وحلفائه
ظنّاً منه
بتحقيق التغيير
المطلوب
محلياً
لإيصاله إلى
موقع القيادة
الأعلى في
الدولة؟
ونسأل
هؤلاء الشباب
مباشرةً: ماذا
ينفع التغيير
إذا كان جَناكم
سيُقتطع
الكمَّ
الأكبر منه
مَن يُخطط منذ
سنوات طويلة للإستيلاء
على كامل
دولتكم هذا
إذا صدقنا أنه
عائدٌ إلى
لبنانيته
تحقيقاً
لمبتغى الجنرال؟
ورائعٌ
أيضاً أن نراه
يُطالب
بمحاسبة مَن
أغرق البلاد
في الديون منذ
بدء حقبة
الوصاية السورية
حتى ما بعد
تملُّص لبنان
من بين براثن
تلك الوصاية،
والأروع تأتي
هذه المطالبة
عن طريق
اللجان
النيابية
وبعيداً عن الكيدية
والبهرجة
السياسية
المؤذية،
ونكاد نقول
المُستَدرِجة
للحقد حيناً
والرافضة للإيجابية
والمصرَّة
على
المُبالغة
والسلبية...
اللبنانيون،
المقيمون في
العالم
والمهجَّرون
إليه، مع
المحاسبة إلى
أبعد مدى
يتصوره الجنرال
أو شباب
التيار ولكن،
المهم ألاّ
تقتصر هذه المحاسبة
على فئة دون
أخرى من جميع
الذين قبضوا
على السلطة في
لبنان خلال
الفترة التي
ينادي
الجنرال
بمحاسبتهم
عليها إلى
يومنا هذا كمرحلة
أولى. وليس ما
يمنع، في مرحاة
لاحقة، إجراء
المحاسبة
الشاملة
لكافة العهود
التي سيطر
الاحتلال
السوري على
مقدرات البلاد..
في
هذه المرحلة،
لدينا تساؤل
تطرحه على
شباب التيار
البالغ الرقي
والمنعة؟
هل
محاسبة عهد
الحريري في
السلطة هي
وحدها المطلب
الرئيس كي
نستعيد
الثروات
الهائلة التي
أهدرها حكم
الحريري
إبّان عهد
الوصاية ما اضطره
إلى
الاستدانة
لاستكمال
إعادة إعمار
بيروت أم أن
هناك الكثير
من المتنفعين
والنفعيين،
بخلاف جلاوزة
الوصاية، مَن
أفرغ خزينة
الدولة في
جيبه الخاصة
تحت تسميات
أقلها مجلس
الجنوب وملف
عودة المهجرين؟
لنسلّم
جدلاً أن
الحريري قد
استفاد من تلزيمات
الأعمال كربح
شرعي له،
فلماذا لا
نسأل عن ترضياتٍ
لجلاوزة
حكم الوصاية
تجاوزت مئات
ملايين
الدولارات
عدى الحواشي والاتباع
والأزلام، بل
لماذا لا يفتح
الجنرال
دفاتر حلفائه
الحاليين (
تذكروا فقط
بنك المدينة
وملايينه )،
ويستخرج منها
سجلات
السرقات
والنهب لأموال
الشعب
الجنوبي
مثلاً أو
المهجرين المسيحيين
في الجبل الذي
ما زالوا إلى
اليوم يرتعون
في بحبوحة
العوز
والفاقة بسبب
التمييز المستمر
بين فئات سكان
الجبل، الأصلاء
والدخلاء،
التي تتمتع
بحماية حليفه
الجديد، زعيم
المختارة،
المستنزف
الدائم
لأموال الخزينة..
كل هذا لم
نراه يستأثر
باهتمام
الجنرال بل
جلّ ما اراده
من هؤلاء
الحلفاء
تغطية
لأعماله
وتأييداً
لأقواله
وتصفيقاً
لترهاته
ونزقه!
أجل
أيها الشباب
البالغ الرقي
والمنعة...
لماذا يقف
رقيّكُم أمام
الالتفاف على
كل الطروحات
التي يتخبط بها
الجنرال ولا
تردعكم
منعتكم
الموصوفة عن
محاسبته على
كلامه ووعوده
وتقلبات
وقفزات سياسته
؟ ... أراكم بتم
تخجلون، بعد
تبيان بهتان
الحقائق التي
من أجلها
كافحتم وناضلتم
وأمسى همكُم
التحجر في
مواقعكم، ولن
نقول
مواقفكم، إذ
أثبتم أن لا
مواقف لكم بعد
جديرة
باستعادة
الزمام قبل الفلتان
النهائي من
أيدي أنامل
الجنرال
الرقيقة بعكس
جرأته بالغة
الندرة في
الغرور
والعظمة على حساب
جميع من حازبوه
أو ماشوه في
مواقف ظنوها
حقيقية لكن ما
لبثت أن
جرفتها
الأهواء
البادية
الشرقية..
أجل
أيها الشباب
البالغ الرقي
والمنعة...
ليست الأولى
نناديكم فيها
ونأمل أن تكون
الأخيرة؛
مناداتنا
تقتصر فقط على
وقفة ضمير
ويقظة بصيرة
لستم فاقدوها!
لم
يعد من الجائز
قط أن تتلكأوا
وتحت أية حجة
أو بيان كي
تقفوا في وجه
المد الغريب
والقريب الذي
يكاد يسقط
الدولة
وكيانها في
أحضان وصاية
لم ترحمه
سابقاً ولن
ترحمه بعد إزلالٍ
لم يطوِ
أهانته الزمن
بعد..
إن
انسياقكم،
على السليقة
التي ابتدعها
ملك الخطابة الأدولفية،
تحقيقاً
لهدفٍ يتيمٍ
لم يعد خافياً
على أحد، سوف
يدمركم ويدمر
جميعنا، شئنا
أم أبينا، إذ
لن يعد في
متناولنا مناعة
دفاعية
تحمينا وتحول
دون هدم
الهيكل اللبناني
فوق رؤوسنا
كلنا.. فكيف
انضوت فورة
الشباب تحت
جناح كهل لا
يغيّر ما في
نفسه وإن تهدم
الهيكل..
من
كانت لديه
المنعة، وهذه صنوها
الحكمة، يجب
عليه النظر
إلى أبعد من الآناف
فيرى الآتي
قبل وصوله
ويتحسّب له،
وما نراكم قاصرين
عن الرؤية
التي يوفرها
لكم رقيكم العلمي
وصدقية
ما أنتم
ترغبون
تحقيقه،
لاسيما بعد
اتضاح الهم
الرئيس الذي
يكوي قلب كل
عنصر من عناصر
الحلفاء... فهل
من الجائز بعد
أن تتركوا
الحبل على غاربه
فيشده
الغرباء على
رقاب الجميع..
نعطيكم
مثال
إدانة بسيط
لما يجرفكم
إليه الجنرال
الأريب. فقط
راجعوا كلامه
الأخير عن رفض
مشاركة الفريق
الآخر
وإعطائه
الثلث الضامن
حيث دعا حرفياً
: إلى [ تلافي
العقبات التي
أدت إلى سقوط
الحكومة
السابقة ]
مشدداً على
أهمية [ وجود
الحد الأدنى
من الانسجام،
لكي تتمكن
الحكومة من
اتخاذ
القرارات،
أما إذا كنا
سنعود إلى
النمط نفسه،
فسنصل إلى شل
القرار،
وسنبقى في
الفراغ الذي
يعني التراجع
ومن لا يتقدم
يتقهقر]..
ندعوكم
جدياً إلى
وقفة تأمل في
هذه الأقوال فستجدون
أن الثلث
الضامن أو
المعطل جاهد
وناضل وكافح
الجنرال
للحصول عليه،
كان السبب
الرئيس في
سقوط الحكومة
السابقة حيث
كان للجنرال
ولحلفائه الثلث
الضامن
بالإضافة إلى
بيضة القبان،
وهذا بكل
تأكيد أوقع
الجميع في
الفراغ القاتل
لمصالح الناس
وشل عمل
الحكومة التي
قيل عنها أنها
حكومة وفاق
وطني فانهارت
بمجرد إشارة
سير قذفها
الريح.. كل هذا
لا ينفيه
المدلل مهما
عقد من
مؤتمرات
صحافية ودجّل وتذاكى
على الشعب
الذكي الذي
باتت لديه
الحصانة الرفيعة
المكتسبة على
مر قرابة
النصف قرن
ومرت عليه
وجوه وأعتاب
لا نُحصى..
بالله
عليكم، أما
كان الأولى
بجنرال
الثورة، ثورة
القرنبيط،
التي ضمت ما
يزيد عن نصف
الشعب
اللبناني،
وبعد ضرب أول معول
في مواقع
الفساد، أن
يتابع مهامًّ
أوكل نفسه بها
عوض أن ينهال
على حكومة،
يمكن إصلاحها
من الدلخل،
بمعاول
التهديم
المتتالي
فيستحق
الثناء والتعاطف
الحقيقي بدل
الإرهاب الفكري
المُمارس على
الجميع حتى
الساعة... أليس
هذا هو
التقهقر
بعينه؛ وهلاّ
فكرتم بآتيات
الأيام
الانتخابية،
إذا ما بقيت
الدولة ونظامها،
أين سيكون
موقع التيار
الوطني الحر
فيها!ّ
سؤالاً
ضميريّاً
نسوقه إلى
شباب التيار
الوطني الحر
لا نريد
جواباً عليه
مكتوباً بل عملاً
إيجابياً
تقومون به
لإصلاح النهج
وإعادته إلى
جادةٍ
اندفعتم بكل
جوارحكم في
سلوكها معه،
ولن نقول
وراءَه احتراماً
لرقيّكم
ومنعتكم، من
أجل تصويب عمل
مؤسسات
الدولة ووقف
الفساد فيها
والانطلاق لاستعادة
الديمقراطية
الحقيقية
وبناء الدولة
المدنية التي
كانت أولى مبادئ
حركة التحرير
الوطني إذا
كنتم
تذكرون؟.. إن
فعلتم، ثقوا
أن الضمير
اللبناني
الأصيل والمتمكنة
عراقته في
العقول،
سيعرف كيف
يستقبلكم
بواسع صدر
الوطن ويضعكم
في مقدمة
أبنائه، مسلمين
ومسيحيين،
ويكون المسعى
الحقيقي لقيام
الدولة..
نضيف:
أين أصبحت
الدولة
المدنية وكيف
يمكن تحقيقها
والقائد الفذ
وضعها برسم حلفاء
يتمسكون بإديوليجية
عصبية دينية
لم يعد بإمكان
أحد إخفاء
مفاعيلها،
ونراها آخذة
البلاد إلى
مجاهل القرون
الوسطى... وهل
باستطاعة هذا
القائد، الذي
تخلى عنه
حكماؤه بسبب
هوَسٍ غير
مبرَّر
لاقتناص أمجادٍ
شخصية، هل
حقاً يستطيع
تحقيق
المبادئ
المدنية
بشعاراتٍ أمست
فارغة من
مضامينها أم
أنه سيثابر
على جرِّكم
إلى الهاوية
التي يظنها
قمة وكأن البلاد
قد خلت تماماً
من الرجال؟
سؤالنا
أخير: هل ترون
فعلاً أن
تحالف
الجنرال،
مدعوماً
بنصرتكم، مع
سياسيين انبطاحيين
نفعيين
وأصوليين
اختارهم حكم
الوصاية بعد
حروبٍ قاسية
شاركوا فيها ضد
الوطن وكانت
لكم ولنا
جولات وجولات
في محاربتهم
منعاً من
تحقيق مآربهم
الخاصة، نذكر
منهم أركان
الحركة
الوطنية التي
ضمت جميع الأحزاب
غير
اللبنانية
أمثال حزب
البعث وماريشاله،
الفانصوي
غير الغوري،
والحزب
السوري القومي،
غير
الاجتماعي،
كما الحزب
الشيوعي
الأصيل،
ناهيكم
بالقائد
الدرزي الذي
جاهر مؤخراً بحياد
بني قومه (
وكأنهم من
كوكب آخر ). ولم
يشذّ عنهم سوى
فريق وطني حتى
العضم (
اكتشف خطأ
الاتكال على
الأغراب )
فاستعاد موقع
الزعيم
اللبناني
التاريخ،
المغفور له رياض
الصلح، وأعلنها
صرخةً بشيرية
لبنانية صميمية
عالية
ومدويَّة:
لبنان أولاً...
نقول: هل
تحالف الجنرال
مع كل هؤلاء
يقود لبنان
إلى الدولة المدنية
مع تناسي تام
للثوابت
الوطنية التي
قام عليها
الوطن،
بجناحيه
المسلم
والمسيحي، وكانت
أساس إنطلاقة
التحوّل من
حكم الأغراب
المشبع دكتاتوريةً
إلى التدرج
الايجابي
لتظهير الديمقراطية
الحقيقية
التي تبنى
عليها الدولة
المدنية التي
أعاقها حكم
الوصاية؟
نترك
لكم حرية
ضميرية، لا
زلنا نؤمن
بوجودها في
حنايا
وجدانكم
الوطني، كي
تُعيدوا
مراجعة مسيرة
التيار
الوطني الحر،
كيف بدأ وإلى
أين سينتهي ما
لم تأخذوا
الموقف
اللبناني
الصرف والحر،
بعيداً مواقف
التشنُّج والشانتاج
السياسي الذي
لم يقُدْ
الوطن إلى
الأمام قيد انملة
واحدة بل نراه
كما ترونه،
دون مكابرة،
في تسارعٍ
قاتل إلى
الفوضى
والانهيار!
الوطن،
أيها الشباب،
بحاجة إلى
وقفة عز تعيد إليه
كرامة وشهرة
الممارسة
السياسية
وعراقتها
اللبنانية
بعيداً عن
ترهات
المزايدات
والمهاترات
التي جذبت حتى
الآن جميع دول
الأرض من أجل
إجهاض مسيرة الانقضاض
على الكيان
اللبناني
الذي ضحى الأجداد
وضحيتم من أجل
الحفاظ عليه
وليس من أجل
رجل سياسي
مهما على شأنه
ورفع صوته،
فيكون استأصال
الفساد من
جذوره أمراً
واقعياً
وحتمياً..
صانك
الله لبنان
06 شباط/2011