حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

الآن وقد سقطت الحكومة دستورياً بعد ان كانت ساقطة عملياً، وبعد ان فشلت كل المساعي والمبادرات الخارجية في إيجاد حَلّ للأزمة اللبنانية، وبخاصة المساعي السورية ـ السعودية، وبعد ان ثبت بالواقع الملموس ان كل الإتفاقات التي جائتنا من الخارج وتحديداً من الدول العربية، من اتفاق القاهرة إلى اتفاق الرياض إلى اتفاق الطائف وصولاً إلى اتفاق الدوحة، أدّت جميعها إلى تعقيد الأزمة وتعميق الهوّة بين اللبنانيين.

 

وبما ان التعويل الدائم على الخارج يولّد الإتكال، والإتكال يولّد الإستتباع، والإستتباع يولّد الإرتهان، والإرتهان يولّد الخيانة، والخيانة تؤدّي إلى خراب الوطن وضياعه كما هو حاصل اليوم.

 

وبعد ان ثبت ان حكومة الوحدة الوطنية هي إسم على غير مسمّى، وبدعة إساسها التكاذب على الوطن والمواطنين، وان الطلاق الحكومي الذي أُعلن بالأمس جاء كنتيجة طبيعية لزواج غير طبيعي.

 

وبعد ان تأَكد استحالة الإطاحة بالمحكمة الدولية أو عرقلة عملها أو التأثير على قراراتها.

 

بعد كل هذا، ولتجنيب البلاد أزمة سياسية أو دستورية مفتوحة قد تقود إلى خضّات أمنية تُعيدنا إلى أجواء العام ٢٠٠٨ المشؤومة وتداعياتها الكارثية على جميع الأصعدة، ولكي لا يقع لبنان في المحظور فيصبح الوضع برمّته خارج عن السيطرة... نرى ان الوقت قد حان للقيام بمبادرة وطنية إنقاذية عاجلة، يتولّى قيادتها رئيس الجمهورية، وتتبنّى التوصيات التالية:

 

١ـ الشروع في تأليف حكومة جديدة متجانسة لا ينتمي أعضاؤها إلى أيٍ من فريقي النزاع، كما اقترحنا في بيان سابق، تنصرف إلى معالجة الملفات الإجتماعية والإقتصادية والإدارية، وكل ما يتعلّق بهموم الشعب وشجونه، بعيداً من ضجيج السياسيين وقرقعاتهم المزعجة.

 

 ٢ـ التعامل مع المحكمة الدولية برصانة وواقعية، واحترام البروتوكول القائم بينها وبين لبنان، وعدم الرضوخ لأي تهديد بشأنها لإجبار المتضرّرين منها على مواجهة قراراتها بالطرُق القانونية والقضائية المتّبعة بدل الطرُق العشائرية.

 

٣ـ إعادة تفعيل هيئة الحوار الوطني شرط ان تخرج بقراراتٍ مُلزمة وقابلة للتطبيق ضمن مُهلٍ محدّدة، وان تجد حَلاً لمسألة السلاح غير الشرعي، وإلا فعلى رئيس الجمهورية ان يشير بوضوح وصراحة إلى الجهة المعرقلة لكي يتم عزلها داخلياً وخارجياً، ومحاسبتها بالطرُق المناسبة، والتعامل معها على أساس انها عنصر غريب في جسم الوطن.

 

ان اللبنانيين لا تنقصهم المهارة في ابتكار الحلول لمشاكلهم إذا ما توافرت الإرادة الطيبة والنوايا الحسنة، وان أي حل لبناني ـ لبناني يبقى على علاّته أفضل من أي حل مستورد من الخارج على "حسناته".

 

 

لبَّـيك لبـنان
  أبو أرز

 في ١٤ كانون الثاني ٢٠١١.