حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ــ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:

 

بينما رياح التغيير تهبّ من حولنا من كل جانب، والإنتفاضات الشعبية تنتقل وتتهيّأ للإنتقال من عاصمة إلى أخرى، والحكّام يسقطون أو يترنّحون على وقع هتافات الثائرين المطالبين بالحرية والكرامة، وأنظمةٌ طالما بدت قوية تنهار مثل نِمرٍ من ورق، وأخرى تسارع إلى إجراء إصلاحاتٍ داخلية استباقاً لوصول النار إلى أذيالها...

 

وسط كل هذا يبقى شعبنا مكتوف الأيدي، خاملاً خانعاً، يتفرّج على الأحداث وكأنها لا تعنيه، يعضّ على جراحه ولا يثور، يسير خلف زعمائه مثل قطيعٍ من غنم، تحرّكه غريزته الطائفية والمذهبية لا الوطنية، لا ينزل إلى الشارع إلا لمساندة فريقٍ سياسي ضدّ فريقٍ سياسي آخر، أو للتضامن مع زعيمٍ ضدّ زعيم فيما كل الزعماء تضامنوا ضدّه وتآمروا عليه، ويتحرّك إحتجاجاً على سقوط زعيمٍ بدل ان يتحرّك ليُسقط كل الزعماء الذين بالغوا في قهره وإذلاله وتجويعه... وإذا كانت سياسة القهر والذل والجوع لا تحرّك مشاعر اللبنانيين كما حرّكت غيرهم، فما الذي يحرّكهم إذاً؟؟؟ وإذا كان الشعب في تونس ومصر قد حصل على حقوقه بسواعد أبنائه، فلا نظن ان سواعد اللبنانيين أقل شدّةً وبأساً.

 

مخطىء كل من ينتظر التغيير من الخارج ويتّكل عليه، وواهمٌ من يعتقد ان الدول الصديقة مستعدة للتضحية بمصالحها من أجل مصلحة غيرها. وإذا كان لبنان يريد فعلاً الخروج من هذه الأزمة الجهنمية التي يدور في متاهاتها منذ عهود، فما عليه سوى الإتكال على ذاته والتعويل على الطاقات الكامنة في شعبه وما أكثرها.

 

لقد سبق ودعونا للثورة، وندعو إليها اليوم بإلحاح أكثر أسوةً بما يجري حولنا، وسنظل ندعو إليها إلى ان تقوم وتحقق أهدافها كاملة ويستعيد شعبنا حقوقه المسلوبة في حياةٍ حرّة وآمنة وكريمة. وإذا كانت ثورة العام ٢٠٠٥ انطلقت ضدّ الإحتلال السّوري وطردته، فالثورة المطلوبة اليوم هي ضدّ الإحتلال الداخلي المتمثل بلصوص الهيكل الذين لا بُدّ من طردهم لإنقاذ البلاد من شرّهم وفسادهم.

 

ولنتذكر ان العالم لا يحترم الشعوب المستكينة، النائمة على ضيم، الساكتة على مضض، بل يهوى الشعوب المتحرّكة والأبيّة، والمتوثّبة أبداً للإنقضاض على أهل الظلم والإستعباد، وما هذا التأييد الدولي العارم لشعبَي تونس ومصر إلا خير دليل على ما نقول.

 

فبوركت ثورة الشعوب المقهورة اينما كانت، وبوركت نخوة الشباب الذين يقودونها، وبوركت حناجرهم المطالِبة بحقهم في العيش الكريم، وبوركت سواعدهم المرفوعة كالرماح في وجه أنظمة القمع والإستبداد... وعقبال لبنان.

لبَّـيك لبـنان

أبو أرز

في ٤ شباط ٢٠١١.